للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحرير القول في الأفراد من جهة ما يكون سالماً محفوظاً أو معلولاً، كما يلي:

أولاً: تفرد الثقة بما لم يروه غيره مطلقاً، كحديث: " إنما الأعمال بالنيات " تفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يروه غيره.

فهذا التفرد صحيح محتج به، وأكثر الأحاديث الصحيحة من هذا.

لكن قد يختلفون فيه لشبهة، والتحقيق امتناعها وقبوله.

مثاله: ما رواه سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الإدَامُ الخلُّ " (١).

احتج به مسلم في " الصحيح "، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من حديث سليمان بن بلال ".

وقال أبو عبد الله بن بطة الحنبلي: " ليس يعرف هذا الحديث من حديث عائشة إلا من هذا الطريق، ولا رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال، وهو حديث صحيح، طريقه مستقيم، ولكن الحديث المشهور حديث جابر " (٢).


(١) أخرجه الد‍َّارمي (رقم: ١٩٧٧) ومسلم (رقم: ٢٠٥١) والترمذي في " الجامع " (رقم: ١٨٤٠) و " الشمائل " (رقم: ١٤٣) و " العلل الكبير " (٢/ ٧٦٩) وابنُ ماجة (رقم: ٣٣١٦) وأبو عوانة في " مستخرجه " (٥/ ٤٠٢) وأبو نعيم في " الحلية " (١٠/ ٣٠ رقم: ١٤٤٠٣) والبيهقيُّ في " الكبرى " (١٠/ ٦٢ _ ٦٣) والخطيب في " تاريخه (١٠/ ٣٠، ٣٧١ _ ٣٧٢) والذهبي في " السير " (١٠/ ١٣٠، و١٢/ ٢٢٩) من طرقٍ عن سليمان بن بلال، به.
(٢) أخرجه الخطيب في " تاريخه " (١٠/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>