للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقرئ وشيخه سعيد من ثقات المصريين ومتقنيهم، وقد بينا السماع، على أنهما لم يعرفا بتدليس، وأبو مرحوم هذا مصري لا بأس به، أطلق ابن معين تضعيفه بعبارة مجملة فسرتها عبارة النسائي فيه، قال: " أرجو أنه لا بأس به "، وهذا هو الصدوق الذي في حفظه لين، والذي يحسن حديثه بعد النظر والتحري، وشيخه سهل هذا لا بأس به إذا روى عنه من يعتد به، وأبوه معاذ الجهني صحابي، فحيث أثبت التحري أن هذين الصدوقين أبا مرحوم وسهلاً رويا ما له أصل من حديث غيرهما، فحديثهما حسن.

[تطبيق للحديث الحسن لغيره]

أخرج ابن حبان وغيره (١)، من حديث الصلت بن مسعود، قال: حدثنا مسلم بن خالد، قال: حدثنا شريك بن أبي نمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس للنساء وسط الطريق ".

فهذا الحديث بهذا الإسناد ليس بالقوي، اختل فيه من شروط القبول شرط الضبط في أحد رواته، وهو مسلم بن خالد، وهو المعروف بالزنجي، كان سيء الحفظ، ضعيفاً فيما يتفرد به.

لم نجد بعد النظر في الإسناد علة سوى ذلك، فقلنا: ما نخشاه من سوء حفظ مسلم فجائز أن يندفع بالوقوف على الحديث لفظاً أو معنى من غير طريقه.

فوجدنا الحديث أخرجه الدولابي وغيره (٢) من طريق محمد بن يوسف


(١) صحيح ابن حبان (١٢/ ٤١٥ _ ٤١٦ رقم: ٥٦٠١). وأخرجه ابن أبي عاصم في " كتاب الديات " (ص: ١٩٠) وابنُ عدي في " الكامل " (٥/ ٩) ومن طريقه: البيهقي في " الشعب " (٦/ ١٧٤ رقم: ٧٨٢٣) من طريق الصلْت، به.
(٢) أخرجه الدولابي في " الكنى والأسماء " (رقم: ٢٧٣) والبيهقي في " الشعب " (رقم: ٧٨٢١) وله عنده متابعة هاشم بن القاسم لسُفيان عن ابن أبي ذئب .......

<<  <  ج: ص:  >  >>