للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، فجعل حفص يضع له الحديث ويقول: حدثتك عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين بكذا وكذا، فيقول: حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة بكذا وكذا، فيقول له حفص بن غياث: وحدثك القاسم بن محمد عن عائشة بكذا، فيقول: حدثني القاسم بن محمد عن عائشة بكذا، فيقول: حدثك سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله، فيقول: حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس. فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، فقال جارية: تحسدونني؟ فقال له حفص: لا، ولكن هذا يكذب ".

قال عمرو بن علي: فقلت ليحيى: من الرجل؟ فلم يسمه، فقلت له يوماً: يا أبا سعيد لعل عندي عن هذا الشيخ ولا أعرفه، قال: " هو موسى بن دينار " (١).

قلت: وهذا مثال للمغفل الذي لا يدري الحديث ولا الإسناد، أو يعني ما يقول فيعتمد الكذب.

٤ _ مجيء قرينة في سياق الرواية تكشف سوء حفظ الراوي.

كقول البخاري مثلاً في (ذوَّاد بن علبة الحارثي): " يخالف في حديثه " (٢)، استدل له بقوله: حدثنا ابن الأصبهاني، قال: حدثنا المحاربي، عن ليث، عن مجاهد، قال لي أبو هريرة: يا فارسي، أشكم درد (٣).


(١) أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (١/ ٦٩) وابن عدي في " الكامل " (٢/ ٤٣٣ _ ٤٣٤) والعقيلي في " الضعفاء " (٤/ ١٥٦) والحاكم في " المدخل إلى الإكليل " (ص: ٦٦) وإسناده صحيح.
ومعنى القصة كذلك ذكره ابن المديني عن يحيى القطان أخرجه ابن عدي (٨/ ٦٠) بإسناد صحيح.
(٢) هذه عبارة " التاريخ الأوسط " (٢/ ١٨٥)، وعبارة " التاريخ الكبير " (٢/ ١ / ٢٦٤) و " الضعفاء " (الترجمة: ١١٢): " يُخالف في بعض حديثه ".
(٣) كلمتان فارسيتان: (إشكم) أو (شْكم) البطن، و (درْد) ألم (وانظر: السامي في الأسامي للميداني، ص: ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>