للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأصبهاني: " ورفعه ذوَّاد (١)، وليس له أصل، أبو هريرة لم يكن فارسياً إنما مجاهد فارسي " (٢).

وتبعه على ذلك العقيلي، وقال: " الموقوف أولى " (٣)، وكذلك قال ابن الجوزي: " وهو أصح " يعني الموقوف (٤).

ومن أجل قلة حديثه، ومجيئه بمثل هذه المخالفات ضعفه الجمهور، فقال يحيى بن معين: " ضعيف، ولا يكتب حديثه " (٥)، وقال أبو حاتم


(١) أخرجه أحمد (١٥/ ٢٨ _ ٢٩، ١٣١ رقم: ٩٠٦٦، ٩٢٤٠) من طريقين عن ذواد بن عُلبة، عن ليث، عن مُجاهد، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُهجَّر، قال: فصليت، ثم جئت فجلست إليه، فقال: " يا أبا هريرة، اشكنْب درْد؟ "، قال: قلت: لا، يا رسول الله، قال: " صلِّ، فإن الصلاة شِفاء ".
وأخرجه ابن ماجة وصاحبه أبو الحسن القطان في " زوائده " (رقم: ٣٤٥٨) والعقيلي في " الضعفاء " (٢/ ٤٨) وابن عدي (٤/ ٢٢) وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (رقم: ٨٠٥) وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (رقم: ٢٦٩ _ ٢٧٢) من طُرق أخرى عن ذوَّاد، عن ليث، به مرفوعاً.
قال ابن عدي: " ثم وجدناه عن الصلت بن الحجاج عن الليث مرفوعاً أيضاً كما رفعه ذوَّاد بن علبة .. وأظن أن بعض الضعفاء أيضاً قد رواه عن ليثٍ فرفعه، وأظنه معلَّى بن هلال ".

قلت: أسنده ابن عدي في ترجمة (الصلت) (٥/ ١٣٠) وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (رقم: ٨٠٦)، وابن الجوزي في " العلل " (رقم: ٢٧٣) والصلت ضعيف منكر الحديث، قال ابن الجوزي: " لعله أخذه من ذوَّاد ".
(٢) التاريخ الأوسط (رقم: ١٤٠٩) ومن طريقه: العُقيلي في " الضعفاء " (٢/ ٤٨) وابن عدي (٤/ ٢٣) وابن الجوزي في " العلل " (رقم: ٢٧٥).
وابن الأصبهاني هو: محمد بن سعيد بن سليمان، كان من الثقات الحفاظ، والمحاربي شيخه هو: عبد الرحمن بن محمد.
(٣) كما أسنده العقيلي (٢/ ٤٨) ومن طريقه: ابن الجوزي في " العلل " من طريق عبد الرحمن بن صالح، قال: حدثنا شريك، عن ليث، بإسناده موقوفاً. وكذلك ابن عدي (٤/ ٢٣) من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث، بإسناده موقوفاً.
(٤) العلل (١/ ١٧٢).
(٥) أخرجه ابن عدي (٤/ ١٢) من رواية ابن أبي مريم عن يحيى، وإسناده صحيح، وفي رواية عثمان الدارمي (النص: ٣٢٣): " ضعيف "، وفي رواية الدوري (النص: ١٧٦١) وجعفر بن أبان (كما في " المجروحين " ١/ ٢٩٦): " ليس بشيء ".

<<  <  ج: ص:  >  >>