للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في رواية أبي داود عنه: " هو حلال الدم " (١).

قلت: وتحرير أمره ليس كما قال يحيى، وإنما هو في الأصل صدوق ثقة، لكنه أتي من التدليس، حيث كان يكثر منه، وأنه كان عمي فصار يلقن ما ليس من حديثه فيحدث به.

(٢) وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى قلت: شيخ بالكوفة يقال له: زكريا الكسائي، فقال: رجل سوء يحدث بحديث سوء قلت ليحيى: إنه قد قال لي: إنك قد كتبت عنه، فحول يحيى وجهه إلى القبلة وحلف بالله مجتهداً أنه لا يعرفه ولا أتاه ولا كتب عنه، إلا أن يكون رآه في طريق وهو لا يعرفه، ثم قال يحيى: " يستاهل أن يحفر له بئر ثم يلقى فيه " (٢).

قلت: وهذا هو زكريا بن يحيى الكسائي، كوفي متروك الحديث.

وهذا التشديد من يحيى فيه وفي سويد مشعر بأنه صدر مصدر الغضب للدين، فيحيى محمود على حسن قصده فيه إن شاء الله، أما الذي يهمنا فهو منزلة الراوي في روايته، وكلام يحيى في مثله لا غنى لمشتغل بهذا العلم عنه؛ لقوة معرفته وسداد رأيه.

٧ _ علي بن عبد الله ابن المديني (المتوفى سنة: ٢٣٤).

قال أحمد بن حنبل: " أعلمنا بالعلل علي بن المديني " (٣).

وقال البخاري: " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني " (٤).

وقال أبو حاتم الرازي: " كان عَلَماً في الناس في معرفة الحديث والعلل " (٥).


(١) سؤالات الآجري (النص: ١٩١١).
(٢) العلل ومعرفة الرجال (النص: ٣٩٠٤) والكامل لابن عدي (٤/ ١٧٢ _ ١٧٣).
(٣) أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (١/ ٥٥) وإسناده صحيح.
(٤) الكامل لابن عدي (١/ ٢١٣).
(٥) الجرح والتعديل (٣/ ١ / ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>