للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أنت مستقيم الحديث، قال: فقال لي: وكيف علمتم ذاك؟ قلت له: عارضنا بها أحاديث الناس، فرأيناها مستقيمة، قال: فقال: الحمد لله " (١).

وقال يحي بن معين: " ربما عارض بأحاديث يحيى بن يمان أحاديث الناس، فما خالف فيها الناس ضربت عليه، وقد ذكرت لوكيع شيئاً من حديثه عن سفيان، فقال وكيع: ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه " (٢).

وكما قال مسلم بن الحجاج: " من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس " (٣).

ومن أجل ذلك كانوا يكتبون حديث الراوي على وجوه المختلفة ليتبينوا موضع الموافقة من موضع المخالفة، وليحكم عليه بحسب ما يظهر من ذلك.

قال يحيى بن معين: " لو نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه " (٤).

وقال ابن حبان: " الإنصاف في النقلة في الأخبار: استعمال الاعتبار فيما رووا " (٥).


(١) معرفة الرجال، رواية: ابن مُحرز (٢/ ٣٩).
(٢) تاريخ يحيى بن معين (٣/ ٣١٩).
(٣) مُقدمة صحيح مسلم (ص: ٧).
(٤) تاريخ يحيى بن مَعين (النص: ٤٣٣٠)، ومن طريقه: ابن حِبان في " المجروحين " (١/ ٣٣)، والحاكم في " المدخل إلى الإكليل " (ص: ٣٢)، والخطيب في " الجامع " (رقم: ١٦٣٩) وفي " تاريخ يحيى ": (الشيء) بدل الحديث.
(٥) الإحسان (١/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>