للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضبط، فإنه يتفاوت في نسبه بين النقلة، فهم درجات في القبول، ودرجات في الرد، فدرجات المجروحين يأتي بيانها في (تفسير الجرح).

وأما درجات المقبولين فتنقسم في الجملة إلى منزلتين بحسب القسمة الاصطلاحية للحديث المقبول:

الأولى: منزلة الحديث الصحيح.

والثانية: منزلة راوي الحديث الحسن.

والضبط الراجح شرط قبول حديث الراوي العدل، وهو كما لا يخفى مما يتفاوت فيه الناس.

قال جرير بن عبد الحميد: لما ورد شعبة البصرة قالوا له: حدثنا عن ثقات أصحابك، فقال: " إن حدثتكم عن ثقات أصحابي، فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة: الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، ومنصور " (١).

قلت: فأراد شعبة أعلاهم في الثقة عنده، وإلا فإنه روى عن كثير من الثقات، ممن وثقهم هو نفسه.

وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: أبو خلدة (٢) , ثقة؟ فقال: " كان صدوقاً، وكان مأموناً، الثقة سفيان وشعبة " (٣).

قال الباجي: " وإنما أراد عبد الرحمن بن مهدي، رحمه الله، التناهي في الإمامة، لو لم يوثق من أصحاب الحديث إلا من كان في درجة شعبة وسفيان الثوري لقل الثقات، ولبطل معظم الآثار ".


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل " (ص: ١٣٨، ١٣٩، ١٤٤) وابن عدي في " الكامل " (١/ ١٥٤) وإسناده صحيح.
(٢) هو خالد بن دينار
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في " التقدمة " (ص: ١٦٠) و " الجرح والتعديل " (١/ ١ / ٣٧) وابن عدي (١/ ٢٦٤) وابن حبان في " المجروحين " (١/ ٤٩) والحاكم في " المدخل إلى الصحيح " (ص: ١١٣ _ ١١٤) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٥٩ _ ٦٠) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>