للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثاله: قول مسروق بن الأجدع: " كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه " (١).

مسائل:

المسألة الأولى: قد تجد القول يؤثر عن التابعي مسنداًَ إليه لا يتجاوزه، وتراه يروى من طريقه تارة عن الصحابي موقوفاً، أو يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، وتارة يروى عن ذلك التابعي قوله، ويرويه غيره بإسناد موقوفاً على صحابي أو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

فلما لم تقم الحجة في ذلك على خطأ راوٍِ فيه، فالوجه فيه: أن التابعي حين حدث به من قوله فهو استشهاد منه بما انتهت إليه الرواية فيه عمن قبله، وهو مقطوع لما حدث به من قوله، وموقوف أو مرفوع من الوجه الذي انتهى إلى صحابي أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ولهذا أمثلة، منها ما يندرج تحت علم علل الحديث.

ومن مثاله فيما هو مقطوع ومرفوع، وهو الصحيح من الوجهين:

ماصح عن مسرق بن الأجدع، قال: " أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد " (٢).

وهو حديث صحيح من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء " (٣).


(١) أثر صحيح. أخرجه الدارمي (رقم: ٣١٩، ٣٨٩) وابنُ سعد في " الطبقات " (٦/ ٨٠) وأبو نُعيم في " الحلية " (٢/ ١١١ رقم: ١٦٠٣) والبيهقي في " الشعب " (١/ ٤٧٢ رقم: ٧٤٨، ٧٤٩) من طريقين صحيحين عن مسروق.
(٢) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٤٠٤) وأبو نُعيم في " الحلية " (٢/ ١١٢ رقم: ١٦١٠) وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه مسلم (رقم: ٤٨٢) وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>