للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثله، ويقولها كذلك في مجهول الحال، وهو الذي عرف برواية أكثر من ثقة عنه، لكن لم يتبين ضبطه لقلة حديثه.

الأصل السادس: طريقة ابن القطان الفاسي في تجهيل الرواة.

عرف الإمام أبو الحسن علي بن محمد الفاسي، المعروف بابن القطان (المتوفى سنة: ٦٢٨) بتوسعة في تجهيل الرواة، خصوصاً في كتابه " بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ".

وذلك التوسع منه غير محمود، ولذا رده عليه الإمامان المحققان: الذهبي، وابن حجر.

قال ابن القطان في (حفص بن بغيل): " لا تعرف حاله " (١)، فتعقبه الذهبي بقوله: " ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره يدل على عدالته، وهذا شيء كثير، ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل " (٢).

وقال ابن القطان في (مالك بن الخير الزبادي): " هو ممن لم تثبت عدالته " (٣)، فقال الذهبي: " وفي رواة الصحيحين عددٌ كثير، ما علمنا أن أحداً نصَّ على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما يُنكر عليه، أن حديثه صحيح " (٤).

وقال ابن حجر في ترجمة (محمد بن نجيح السندي): " عده أبو الحسن بن القطان فيمن لا يعرف، وذلك قصور منه فلا تغتر به، وقد أكثر


(١) بيان الوهم والإيهام، لابن القطان (النص: ١٦٣٧).
(٢) ميزان الاعتدال (٣/ ٤٢٦).
(٣) بيان الوهم والإيهام، لابن القطان (النص: ١٤٥١).
(٤) ميزان الاعتدال (٣/ ٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>