للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمثلة ذلك كثيرة في علل الحديث.

ونقربه بالمثالين التاليين.

الأول: روى عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس:

أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم نام وهو ساجد، حتى غط أو نفخ، ثم قام يصلي، فقلت: يا رسول الله، إنك قد نمت. قال: " إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعاً؛ فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله " (١).

قلت: وهذا حديث معلول عند جميع الحفاظ، كأحمد بن حنبل والبخاري وأبي داود والترمذي وابن عدي والدارقطني وغيرهم، وما شذ عنهم أحد فقواه إلا ابن جرير الطبري، والعلة فيه تعود إلى وجوه (٢)، لكن ما نعنيه منها هنا: أن الدالاني في حفظه ضعف، وقد جاء عن قتادة بما لم يأت به أصحاب قتادة المعروفون به والمعتنون بحديثه، من الثقات المتقنين، لذا قال أبو داود السجستاني: ذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل، فانتهرني؛ استعظاماً له، وقال: " ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟ "، ولم يعبأ بالحديث (٣).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (١/ ١٣٢) _ وعنه: أحمد في " المسند " وابنه عبد الله (٤/ ١٦٠ رقم ٢٣١٥) وأبو يعلى (٤/ ٣٦٩ رقم: ٢٤٨٧) _ وعَبد بن حميد (رقم: ٦٥٩) وأبو داود (رقم: ٢٠٢) _ ومن طريقه: البيهقي في " المعرفة " (١/ ٣٦١) _ والترمذي في " الجامع " (رقم: ٧٧) و " العلل الكبير " (١/ ١٤٨) والطحاوي في " شرح المشكل " (٩/ ٤٩ رقم ٣٤٢٩) والطبراني في " الكبير " (١٢/ ١٥٧ رقم: ١٢٧٤٨) وابنُ عدِي في " الكامل " (٩/ ١٦٦) والدارقطني في " سننه " (١/ ٢٥٩ _ ١٦٠) وابن شاهين في " ناسخ الحديث ومنسوخه " (رقم: ١٩٥) والبيهقي في " السنن " (١/ ١٢١) و " الخلافيات " (رقم: ٤٠٢) من طُرق عن عبد السلام، به.
(٢) كما شرحت ذلك في كتاب " علل الحديث ".
(٣) ذكر ذلك عقب رواية الحديث في " السنن "، وبنحوه كذلك في " مسائل الإمام أحمد " رواية أبي داود (ص: ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>