للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربما تسأل: كيف اتفق فلان وفلان في الرواية عن ذلك الشيخ، وبين وفاتيهما زمان بعيد؟

مثاله:

قال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، حدثني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد يعني الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها، فسجد سجدتين، ثم تشهد، ثم سلم (١).

قال ابن حبان: " ما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث، وخالد تلميذه " (٢).

ومحمد بن سيرين مات سنة (١١٠)، وبقي بعده شيخه في هذا الحديث خالد الحذاء إلى أن مات سنة (١٤١)، فكان ممن أدركه وحدث عنه: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ومات سنة (٢٠٤).

قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن المسلم إذا عاد أخاه لم في خرفة الجنة حتى يرجع " (٣).

فهذان روايان اتفقا في التحديث عن خالد الحذاء، وبين وفاتيهما (٩٤) سنة.

وهذا باب صنف فيه الحافظ الخطيب كتاباً سماه " السابق واللاحق " في


(١) السنن، لأبي داود (رقم: ١٠٣٩).
وأشعث هو ابن عبد الملك الحمراني، ثقة، والإسناد صحيح، وفي قوله " ثم تشهَّد " كلام ليسَ هذا محله.
(٢) الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبان (٦/ ٣٩٣) عقب الحديث المذكور (رقم: ٢٦٧٠).
(٣) المسند (٥/ ٢٨٣). والخُرفة في الأصل: حيث يُجتنى الثمر، كبستان النخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>