(٢) التاريخ الكبير (٣/ ٢ / ١١٤)، ويبدو أنُّ مستند إثبات السماع ما أخرجه الفاكهي في " أخبار مكة " (رقم: ٨٧٠) من طريق عثمان بن ساج. وأخرجه ابن عدي في " الكامل " (١/ ٣٧١) وابن الأعرابي في " معجمه " (رقم: ١٤٩٨) وابن عساكر في " تاريخه " (٧/ ٢٧٦ و (٣٧/ ٣٨١) من طريق سلمة بن عبد الملك العوصي. كلاهما عن إبراهيم بن يزيد، عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة، والذي نفسي بيده إنَّ متابعتهما لتنفي الفقر والذنوب عن العبد كما ينفي الكير خبث الحديد ".
قلت: وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم هو ابن يزيد الخوزي، واه متروك الحديث، وليس هو ابن يزيد النصري الشامي، خلافاً لما حسبه ابن عساكر من أجل رواية العوصي عنه وهو شامي، فإنه روى عن العراقيين، وحديث الخوزي أيضا وقع للعراقين، وأما النصري فلا يوجد فيما جاءنا من ترجمته ما يساعد على اعتباره المقصود هنا، بل هو لعدم شهرته كان يحتاج إلى تمييزه بالنسبة، فحيث أُهمل ولم تقو القرائن في ترجيحه فلم يصح أن يحمل الحديث على أنه له، بل قويت وترجحت القرائن في كون المقصود هو الخوزي، فابن ساج هو عثمان بن عمرو بن ساج جزري حديثه عن الحجازيين وأهل بلده، والخوزي مكي، وزاد تأكيداً أنّ للحديث أصلاً من حديث الخوزي، كما أخرجه من طريقه الفاكهي (رقم: ٨٦٩) وابن عدي، يرويه بإسنادٍ آخر عن ابن عمر. نعم، له أصل من رواية عبدة بن أبي لبابة، لكن من غير حديث ابن عمر، كما بين قصته الدارقطني في " العلل " (٢/ ١٣٠ ـ ١٣١). (٣) جامع التحصيل، للعلائي (ص: ٢٨٢)، والعبارة في " المراسيل " لابن أبي حاتم (ص: ١٣٦) لكن سقطت منها كلمة (ابن)، وهو خطأ جزماً.