للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك كثير الأمثلة من صنيع الأئمة في توقيف الراوي على ما سمع وما لم يسمع، يستكشفون به وقوع التدليس أو عدم السماع.

كما كان يصنع شعبة بن الحجاج في حق من ذكر من شيوخه بالتدليس، كقتادة وأبي إسحاق السبيعي، وهو أبرز من شاع عنه ذلك من الأقدمين في تتبع السماع، والحكايات الصحيحة عنه في ذلك كثيرة جداً، وكان لا يدلس أبداً، وكان شديداً جداً في إنكار التدليس.

فكان يقول مثلاً: " كنت أتفقد فم قتادة، فإذا قال: سمعت، أو: حدثنا، حفظت، وإذا قال: حدث فلان، تركته " (١).

وكذلك ربما فعل سفيان الثوري، وإن كان ربما وقع منه التدليس في الشيء النادر.

قال عبد الرحمن بن مهدي: " كنت مع سفيان عند عكرمة (يعني ابن عمار)، فجعل يوقفه على كل حديث على السماع " (٢).

وفي رواية، قال ابن مهدي: " قال لي سفيان الثوري بمنى: مر بنا إلى عكرمة بن عمار اليمامي، قال: فجعل يملي على سفيان، ويوقفه عند كل حديث: قل حدثني، سمعت " (٣).


(١) أخرجه عُثمان الدارمي في " تاريخه " (النص: ٧٠٣) وابن أبي حاتم في " التقدمة " (ص: ١٦١، ١٦٩) والبغوي في " الجعديات " (رقم: ١٠٧٤) وعبد الله بن أحمد في " العلل " (النص: ٥٠٧٧) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٥١٧) بإسناد صحيح. وروى ابنُ أبي حاتم كذلك في " التقدمة " (ص: ١٦٩ _ ١٧٠) و " الجرح والتعديل " (١/ ١ / ٣٤، و ٢/ ١ / ٣٧٠) والبغوي أيضاً (رقم: ١٠٧٣، ١٠٧٥) وعبد الله في " العلل " (النص: ٥٠٦٨) والرامهرمزي (ص: ٥٢٢) وابنُ عدي (١/ ١٥١) والحاكم في " المدخل إلى كتاب الإكليل " (ص: ٤٣) والخليلي في " الإرشاد " (٢/ ٤٨٧) والخطيب في " الكفاية " وابنُ عبد البر في " التمهيد " (١/ ٣٥) معناه من غير وجه .......
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل " (ص: ٦٨) بإسناد صحيح.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في " تقدمة الجرح " (ص: ١١٧) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>