للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: وأنا يومئذ ابن ست سنين (١).

هكذا زعم خليفة، وهو رجل كان ثقة فتغير في آخر عمره، وهذه الدعوى عدت وهماً منه عند بعض أهل التحقيق، ولم يتجاسر آخرون على إنكارها من أجل ما ثبت لهم من وصف خليفة بالصدق.

وسبيل من أنكرها أصح في النقد، وذلك أن عمرة بن حريث رضي الله عنه توفي سنة (٨٥) وخليفة توفي سنة (١٨١) أو بعيدها، وجزم ابن سعد بأنه حين مات كان ابن (٩٠) سنة أو نحوها (٢)، وقال غيره: له (١٠١) سنة، فعلى عمره الأول يكون مولده سنة (٨٠) فيكون أدرك من حياة عمرو خمس سنين.

والذي يفصل في بيان الصواب في عمر خليفة ما ورد عنه من قوله: " قرض لي عمر بن عبد العزيز وأنا ابن ثماني سنين، وفرض لأخ في وهو ابن ست سنين وألحقنا بموالينا " (٣).

وعمر إنما ولي الخلافة سنة (٩٩) بلا خلاف، فلو كان فرض لخليفة في أول ولايته، فاطرح ثمانية وهي عمر خليفة يومئذ من (٩٩) فيكون مولده سنة (٩١) وهذا المتفق مع ما قال ابن سعد.

فيتحصل من ذلك أن خليفة ولد بعد موت عمرو بن حريث بست سنين، فأنى له أن يراه؟

إذا ليس هو بتابعي، بل كأقرانه من طبقة أتباع التابعين، ودعواه تلك وهم منه.


(١) أخرجها عبد الله بن أحمد في " العلل ومعرفة الرجال " (رقم: ٥٦٥١).
(٢) الطبقات الكبرى (٧/ ٣١٣).
(٣) أخرجه ابن عديٍّ في " الكامل " (٣/ ٥١٣) بإسناد صحيح إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>