و "ألا " فإن ذلك مراعى فيما قصدناه فـ "أن "أوجز من "ألا " و"أن " هنا حرف عبارة وتفسير وهى كالواردة فى قوله: "ونودوا أن تلكم الجنة " وفى قوله "وانطلق الملأ منهم أن امشوا "، وتقع بعد ما يراد به القول وليس بلفظه وتفسر بـ "أى " وأما "ألا " فاستفتاح وكل من الموضعين على ما يجب ويناسب ولو فرض العكس لما ناسب والله أعلم.
وقع فى هذه الآى اختلاف مع تشابهها فى اللفظ وتقارب مقاصدها فأول ذلك اختلاف مطالعها بورود يرسل وأرسل، الثانى وصف الرياح وإتباعها بقوله فى الأعراف والفرقان:"نشرا بين يدى رحمته " ولم يرد ذلك فى سواهما الثالث ما يكون عن إرسال الرياح ففى آية الأعراف: "حتى إذا أقلت سحابا "، وفى سورة الروم وسورة الملائكة:"فتثير سحابا " ولم يذكر ذلك فى الفرقان وفى سورة الأعراف بعد ذكر إقلال الرياح السحاب: "سقناه لبلد ميت "، وفى سورة الاملائكة:"فسقناه إلى بلد " وفى سورة الروم بعد إثارة الريح السجاب: "فيبسطه فى السماء "، "ويجعله كسفا "، وفى الأعراف:"فأنزلنا به الماء "، وفى الفرقان:"وأنزلنا من السماء ماء طهورا "" وفى الروم: "فترى الودق يخرج من خلاله " ولم يرد فى الملائكة ذكر لإنزال الماء ولا كيفيته وفى الأعراف: "فأخرجنا به من كل الثمرات "، وفى الفرقان: "لنحيى به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا " وفى الروم: "فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون " وفى سورة الملائكة "كذلك النشور " ولم يقع فى الأخيرتين إحالة التشبيه، وفى الأعراف "لعلكم تذكرون " ولم يقع فى سورة الأعراف مثل هذا الترجى فهذه جملة سؤالات.
والجواب عن السؤال الأول: " أن آية الأعراف لما تقدمها قوله تعالى: "إن ربكم