قوله تعالى:(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)(الناس: ١) إلى آخر السورة، يسأل عن تكرار الناس في قوله تعالى (مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ) (الناس: ٢ - ٣)؟ وما وجه ذلك.
والجواب، أن التبعية في ملك الناس على عطف البيان ولا تحسن فيه الإضافة إلى الضمير لأن ذلك يؤدي إلى تعرف الأسمين بضمير الأول الذي عليه حملهما، فكأن يكون الأول في حكم الأعراف من اللفظ التابع له وذلك عكس ما عليه عطف البيان، أما إذا أضيف التابع لما أضيف إليه متبوعه فإنه إذ ذاك لا يكون مساوياً له، وذلك هو الجاري المطرد في هذا الضرب من التوابع - أعني أن يكون في الأغلب الكثير مساوياً للأول أو أعرف - فلهذا جاء مضافاً إلى الظاهر هنا والله أعلم.