للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى وفى الثانية بالتضعيف وفى الأولى "والذين معه " وفى الثانية "ومن معه " فاختلف الموصول أيضا.

والجواب عن هذين السؤالين والله أعلم: أنا قد وضحنا فى كتاب البرهان أن ترتيب السور مراعى وترتيب الآى فى هذا الحكم أولى وأبين، وإذا تقرر هذا فاعلم أيضا أن لفظ الذى وما تصرف منه للمثنى والمجموع أصل فى الموصولات إذ لا يخرج لفظ الذى عن الموصولية أما من فإنها تخرج إلى الاستفهام والشرط وغيرهما والأصل فى النقل أيضا يكون بالهمزة وأما النقل بالتضعيف والباء وغيرهما فثان عن الأصل ومن يقول بالقياس فى النقل على اختلاف مذاهبهم من أن المقيس فيه النقل من الفعل إنما هو غير المتعدى أو المتعدى إلى واحد مغ غير المتعدى إلى اثنين مع الضربين قبله وهو قول الأخفش فكل هؤلاء إنما المقيس عندهم مما ينقل بالهمزة ويجعلون النقل بالتضعيف وغيره موقوفا على السمع.

فإذا قرر ما ذكرناه فنقول إن سورة الأعراف ورد فيها قوله: "فأنجيناه والذين معه " كل منهما على الأصل فى نقل الفعل وفى الموصول فقيل: "فأنجيناه " وقيل: "والذين معه " وورد ذلك فى سورة يونس على ما هو ثان عن الأصل فى النقل وفى الموصول رعيا للترتيب ولا يمكن العكس على هذا.

ثم انجر مع ذلك رعى تناسب التقارن لما ورد فى الأولى فأنجيناه بزيادة همزة النقل المثبت لها صورة الألف فى الخط ونطق يخصها بحركة الهمزة فطالت الكلمة بالألف خطأ وبالنطق بحركة الهمزة لفظا ناسبها الموصول الذى هو: الذين بزيادة حروفه على حروف "من ".

ولما قيل فى الثانية: فنجيناه فجئ بما هو أخصر فى الخط ناسبه من الموصولات من المفرد فى معنى الذى وهو أخصر.

السؤال الثالث: زيادة "وجعلناهم خلائف " فى سورة يونس وذلك مثال تفصيلى فى طائفة معينة من المجمل الوارد فى أول السورة من قوله تعالى: "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات " إلى قوله: "ثم جعلناكم خلائف فى الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون " وقوم نوح عليه السلام أول أمة أهلكت بتكذيبها ثم خلفها غيرها فذكر من المتقدم مجملا أول واقع منه وأنهم جعلوا خلائف كما جرى فيمن بعدهم.

والسؤال الرابع قوله تعالى: "إنهم كانوا قوما عمين " وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>