للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجواب عنه ان الافراد الوارد فى آية يونس محصل للمعنى مع الإيجاز فورد هنا على ما يجب وأما الوارد فى سورة سبأ على الجمع فروعى فيه ما تقدم من قوله تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض وما لهم فيهما من شركاء وماله من ظهير " والمراد بذلك نفى الشركاء له تعالى ثم عاد الكلام إلى ذلك أيضا فقال تعالى: "قل من يرزقكم من السماوات والأرض " على الجمع مناسبة إذ الآية قبل وهذه فى قضية واحدة وهى نفى الشركاء والأنداد فجاءت على ما يناسب التى قبلها.

فإن قيل: فلم ورد الجمع فى قوله فى الأولى: "لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات " وقد كان لفظ الافراد يحرز هذا المعنى مع أنه أوجز؟ فالجواب ان ما قصد من قطه توهمهم أن شركاءهم ينفعونهم أو يملكون شيئا وان قل والتصرف فى شئ مما قصد من هذا يقتضى تعميم النفع وتأكيد هذا الغرض بأعم ما يعبر به ذلك فناسب ذلك جمع السماوات ولم يكن الافراد ليناسب ثم نوسب بين هذه الآى التى بعدها فى الجمع ولم يكن فى آية يونس ما يستدعى ذلك فجاء كل على ما يجب ويناسب والله أعلم.

الآية الرابعة من سورة يونس قوله تعالى: "كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لايؤمنون " وقال فى سورة الؤمن: "وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار "، للسائل أن يسأل هنا عن قوله فى الأولى "كذلك " بغير حرف عطف وفى الثانية "وكذلك " وعن قوله فى الأولى: "على الذين فسقوا " وفى الثانية: "على الذين كفروا " وعن قوله فى الأولى: "أنهم لايؤمنون " وقوله فى الثانية: "أنهم أصحاب النار "؟ فتلك ثلاث مسائل.

والجواب: أنه لما تقدم فى سورة يونس قوله تعالى: " قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار " إلى قوله: "فأنى تصرفون " فذكر سبحانه عباده بما لا يجدون محيصا عن إضافة ذلك كله وإسناده إليه سبحانه إذ الرزق كالخلق وقد كانوا يقرون بإسناد الخلق إليه سبحانه قال تعالى: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " وأخبر هنا سبحانه باعترافهم بإسناد ما قرروا عليه إليه بقوله: "فسيقولون الله " قيل لهم: "أفلا تتقون " أى عجبا لكم كيف تجمعون بين الاقرار بهذا كله ثم لا تخافون من إليه ذلك كله

<<  <  ج: ص:  >  >>