ابن رُوْمَان، ومحمد بن كَعْب القُرَظِي، والمَقْبُري، عن أبي هريرة.
وإسحاق بن أبي فروة، وأبي بكر الهُذَلي، عن الشَّعبي، وغيره.
وعَلِي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن الزُهْرِي، عن عِكْرمَة بن خَالِد.
وعاصم بن عُمَر بن قَتَادة، وغَسَّان بن عبد الحميد، عن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمَة.
مع أسانيد كَثيرة، يَرَدُّونَه إلى ابن عباس وغيره، قالوا: «قَدِم على رسولِ الله ﷺ وفْدُ بَني عَبدِ بن عَدِي، فِيهم الحارث بن وَهْبَان، وعُوَيْمِر بن الأخْرَم، وحَبِيْب وربيعة ابنا مَلَّة، ومعهم رَهطٌ من قَومِهم، فقالوا: يا محمد، نحنُ أهلُ الحَرَم وسَاكِنُه وأَعَزُّ مَنْ به، ونحن لا نريد قِتَالك، ولو قاتلك غَيرُ قُرَيش، قَاتَلْنا معك، ولكِنَّا لا نُقَاتِلُ قُريشًا، وإِنَّا لَنُحِبُّك ومَن أنتَ مِنه، وقد أتيناك، فإن أصبت مِنَّا أحدًا خَطأً فَعليك دِيَتُه، وإن أصَبْنا أحدًا مِنْ أصحابك فعلينا دِيتُه، إلا رَجُلًا مِنَّا قد هَرب، فإن أَصَبْتَه أو أَصَاب أحدًا مِنْ أصحابِك فَليس عَلينا ولا عليك. وأسلموا.
فقال عُوَيْمِر بن الأَخْرَم: دَعُوني آخُذ عَليه، قالوا: لا؛ مُحمدٌ لا يَغْدِر ولا يُريد أن يُغدَر به. فقال حَبِيبٌ ورَبِيْعَة: يا رسول الله، إِنَّ أَسِيْدَ بنَ أبي أُناسٍ هو الذي هَرَب وتَبَرَّأْنَا إليك منه، وقد نَالَ مِنْك، فَأبَاح رسولُ اللهِ ﷺ دَمَه، وبَلغَ أَسِيْدًا قَولُهُما لِرسولِ الله ﷺ، فأتى الطَائِف فأقام به، وقال لربيعة وحَبِيب:
فلما كان عامُ الفَتْح، كان أَسِيد بن أَبي أُنَاس فِيْمَن أُهْدِر دَمُه، فَخرج سَارِيَةُ بنُ زُنَيْم إلى الطائف، فقال له أَسِيْد: ما وَرَاءَك؟ قال: أَظْهَر اللهُ نِبيَّه ونَصَره على عَدوِّه فاخرُج ابنَ أخي إليه؛ فإنه لا يَقتُل مَنْ أتاه، فحمَل أَسِيدٌ