للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإني حقًا أستشعر في هذا الكتاب نضج الملكة العلمية عند الخطيب، والذي جعلني أرجح أنه من آخر الكتب التي صنفها ، والله تعالى أعلى وأعلم.

وترجع أهمية كتاب المؤتنف إلى عدة أمور، منها:

- أنه حفظ لنا نصوصًا كثيرة من مصنفات عدة، إما فُقِدَت أو جاءت محرفة مصحفة، ككتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء للآمدي، وكتاب جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار، وكتاب المعرفة والتاريخ للفسوي، وكتاب الزهد لابن أبي حاتم، وعدة من كتب ابن أبي الدنيا، وكتاب الفوائد لتمام الرَّازِي، ومعاجم الطَّبَراني الثلاثة ومسند الشاميين له، وكتب شيخه أبي نعيم الأصبهاني، وغير ذلك مما أشرنا إليه في موضعه. والمفقود منها كتاريخ بخارى لغنجار، وبعض كتب الخطيب التي لم تصلنا.

- ضبط كثير من النصوص التي تميز الخطيب بعنايته بهذا الشأن سواء ظبطه للأعلام أو لألفاظ المتون.

- يعد كتاب الخطيب (المؤتنف) هو الأصل الذي اعتمد عليه ابن ماكولا في تصنيفه لكتاب الإكمال، بل لا أبالغ إن قلت: إنه صورة مختصرة من المؤتنف محذوفة الأسانيد.

- حفظ لنا كثيرًا من الأسانيد التي لا توجد في مكان آخر إلا عنده، فهو الإمام الرحالة المكثر.

- كون النسخة بخط مصنفها الإمام الخطيب، هذا وحده يجعل للكتاب أهمية فائقة، في الاطمئنان إلى ما جاء فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>