للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القارئ (١) البغداديان. وكاتب السماع هو الشيخ أبو منصور نفسه، وكان ذلك في سنة اثنتين وستين وأربعمائة بثغر صور.

ثم لما عاد إلى بغداد قرئ عليه الكتاب مرة أخرى في السنة التي مات فيها، بسماع أبي منصور وغيره الكثير مما سنورده عند ذكر السماعات.

فأرجح والله أعلم أن الخطيب قد صنف «المؤتنف» في غربته الثانية بصور.

وما إن عاد إلى بغداد حتى وافته المنية بعد عام واحد من قدومه إليها، وكان أوصى بكتبه إلى الإمام، العالم، الحافظ، المسند، الحجة، أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي، المقرئ المتوفى سنة ٤٨٨ هـ (٢). فكان يعيرها للطلبة للإفادة منها، فلما مات صارت إلى ابنه الفضل، واحترق بعضها في داره، ولعل القدر الناقص من أول كتاب المؤتنف -والذي سأذكر قدره تقريبًا عند الكلام عن وصف النسخة- قد احترق في هذه


(١) قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» (١٠/ ٨٢٤) -بتصرف يسير-: سمع أبا علي بن شاذان، وأبا محمد الخلال، وعبيد اللَّه بن عمر بن شاهين وأبا بَكْر الخطيب بدمشق؛ وعبد العزيز بن الحسن الضراب، وغيرهم. وخرج له الحافظ أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة مروِية.
روى عَنْهُ ابنه ثعلب، وإسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وغيرهم. وكتب بخطّه الكثير، وصنَّف كتاب «مصارع العشاق»، وكتاب «حكم الصبيان»، وكتاب «مناقب السودان»، ونظم الكثير في الفقه، واللّغة، والمواعظ، وشعره حلو سهل في سائر فنون الشعر، وكان لَهُ اعتناء بالحديث، انتخب السِّلَفيّ من كتبه أجزاء عديدة.
وحدَّثَ ببغداد، ودمشق، ومصر. قال شجاع الذُّهْلي: كان صدوقًا، ألّف في فنون شتى. توفي سنة ٥٠٠ هـ في صفر.
(٢) ينظر: «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>