للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحدًا، ثم انقطع عنه، ثم عاد بعد ثلاث سنوات يعني سنة ست وأربعمائة، فلزمه حتى مات، وكان قد كف بصره (١).

ويبدو أنه في هذه السنوات الثلاث التي انقطع فيها عن ابن رزقويه كان قد استهواه الفقه، يقول الأستاذ يوسف العش في كتابه المبهر عن الخطيب: «فإن هجر كتابة الحديث ثلاث سنوات فهو لا يفتأ يتردد إلى مجالس كبار الفقهاء كأبي حامد الإسفراييني، يراه غير مرة ويحضر تدريسه بمسجد عبد الله بن المبارك في صدر قطيعة الربيع» (٢).

ويموت الإسفراييني سنة ست وأربعمائة، فينتقل الخطيب إلى تلميذه أبي الحسن أحمد بن محمد الضبي المحاملي، فيقول الخطيب في ترجمته من التاريخ: «أحد الفقهاء المجودين عَلَى مذهب الشافعي، وكَانَ قد درس عَلَى أَبِي حامد الإسفراييني، وبرع في الفقه، ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى بِهِ عَلَى أقرانه، ودرس في حياة أَبِي حامد، وبعده، واختلفت إليه في درس الفقه، وهو أول من علقت عنه» (٣).

ويموت المحاملي سنة ٤١٥ هـ، ويلزم الخطيب شيخه الحقيقي في الفقه الذي اشتهر بتلمذته له القاضي أبا الطيب الطَّبَري طاهر بن عبد الله بن طاهر ابن عمر المتوفى سنة ٤٥٠ هـ، فيقول في ترجمته: «اختلفت إليه وعلقت عنه الفقه سنين عدة … ويقول: كان أبو الطيب الطَّبَري ثقة، صادقًا دينًا، ورعًا، عارفًا بأصول الفقه وفروعه، محققًا في علمه، سليم الصدر حسن الخلق، صحيح المذهب، جيد اللسان، يقول الشعر على طريقة الفقهاء» (٤).


(١) «تاريخ بغداد» (٢/ ٢١٢).
(٢) «الخطيب البغدادي مؤرخ بغداد ومحدثها» ليوسف العش (ص ١٨).
(٣) «تاريخ بغداد» (٦/ ٢٥).
(٤) «تاريخ بغداد» (١٠/ ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>