الجلد في ذلك، فيقول في ترجمة شيخه إسماعيل بن أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن الضَّرِير الحيري النيسابوري: «ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازمًا على المجاورة بمكة وكانت وِقْر بَعير وفي جملتها (صحيح البخاري)، وكان سمعه من أبي الهيثم الكُشْمِيْهَنِي، عن الفِرَبْرِي، فلم يُقْض لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة؛ لفساد الطريق ورجع الناس فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور، ولما كان قبل خروجه بأيام، خاطبته في قراءة كتاب (الصحيح) فأجابني إلى ذلك فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنت أبتدأ بالقراءة وقت صلاة المغرب وأقطعها عند صلاة الفجر، وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى، فمضيت إليه مع طائفة من أصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين، وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقت طلوع الفجر، ففرغت من الكتاب، ورحل الشيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة» (١).
أما تلاميذه والآخذين عنه فنذكر جملة ما ذكره الإمام الذهبي في ترجمته، فيقول:
«حدث عنه: أبو بكر البَرْقاني؛ وهو من شيوخه، وأبو نصر بن ماكولا، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو الفضل بن خَيرون، والمبارك بن الطيوري، وأبو بكر بن الخَاضِبة، وأُبَيٌّ النرسي، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، والمرتضى محمد بن محمد الحسيني، ومحمد بن مرزوق الزعفراني، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المِصِّيصي، وغيث بن علي الأرمنازي، وأحمد بن أحمد المتوكلي، وأحمد