(٢) ويؤيد هذا: ما جاء عن أبي جحيفة -رضي الله عنه- قال: قلت لعلي -رضي الله عنه-: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه الا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر. أخرجه البخاري رقم (٣٠٤٧) في الجهاد والسير: باب فكاك الأسير، وفي مواضع أخرى. وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان) ٢: ٢٥٨ - بعد كلامه على معنى قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (١٠) جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} [ص: ١٠، ١١]، وقد ذكره استطرادا في سورة الحجر - "فالآية الكريمة يفهم منها ما ذكرنا، ومعلوم أنها لم يفسرها بذلك أحد من العلماء .. ولكن كتاب الله لا تزال تظهر غرائبه، وعجائبه متجددة على الليالي والأيام، ففي كل حين تفهم منه أشياء لم تكن مفهومة من قبل، ويدل لذلك حديث أبي جحيفة .. -وساق الحديث، ثم قال:- فقوله -رضي الله عنه-: إلا فهما يعطيه الله رجلا في كتاب الله؛ يدل على أن فهم كتاب الله تتجدد به العلوم والمعارف التي لم تكن عند عامة الناس".