للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

* ومن الأسماء اللّازمة للإِضافة معنَى: ما يستعمل مفردًا فِي اللّفظ, ولهذا قال: (وَبَعْضُ ذَا قَدْ يَأَتِ لَفْظًا مُفْرَدَا) فيكون مضافًا فِي المعنَى؛ نحو: (كل) و (بعض) و (أي)، ولا يضاف هذا النّوع والّذي قبله إِلَّا لمفرد.

- فمن إفراد اللّفظ: قوله تعالَى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، {أَيًّا مَا تَدْعُوا}.

- ومن الإضافة لفظًا ومعنَى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}، {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}.

وقيل: إن (بعض) فِي هذه الآية بمعنَى (كل)، واجتمعت الإِضافة بالوجهين فِي قوله تعالَى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.

والقواس فِي "شرح ألفية ابن معطي": إن إِضافة (كل) و (بعض) علَى معنَى (اللّام).

* وإِن أُضِيفَت (كل) لنكرة .. فالمطابقة؛ نحو: (كل غلمان أتوك)، قال تعالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}.

* ويجوز الوجهان مع المعرفة؛ نحو: (كل القوم قائم) أَو (قائمون).

* وأما (سبحان): فاسم بمعنَى (التّسبيح)، مصدر مضاف لمفعوله، وقد أُميتَ فعله، كما فِي "الإتقان" (١).

وقيل: هو اسم مصدر، وهو (التّسبيح) .. فهو بدل منه.

ولهذا قال أبو البقاء (٢): منصوب انتصاب المصادر، والعامل فيه: فعل بمعناه محذوف وجوبًا؛ نحو: (سبحان الله).


= غير ذلك .. فهو شاذ كما في هذا الشاهد والذي قبله.
(١) الإتقان في علوم القرآن ٢/ ٢٣٥.
(٢) قال أبو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن ١/ ٤٩:
سُبحَانَ: اسمٌ وَاقِعٌ مَوقِعَ المَصدَرِ، وَقَدِ اشتُقَّ مِنهُ: سَبَّحتُ وَالتَّسبِيحُ. وَلَا يَكَادُ يُستَعمَلُ إلَّا مُضَافًا؛ لِأَنَّ الإِضَافةَ تُبَيِّنُ مَنِ المُعَظَّمُ، فَإِذَا أُفرِدَ عَنِ الإِضَافَةِ .. كَانَ اسمًا عَلَمًا لِلتَّسبِيحِ لَا يَنصَرِفُ؛ لِلتَّعرِيفِ وَالأَلِف وَالنُّون فِي آخِرِهِ مِثلَ عُثمَانَ. وَقَد جَاءَ فِي الشِّعرِ مُنَوَّنًا عَلَى نَحوِ تَنوِينِ العَلَمِ إِذَا نُكِّرَ. وَمَا يُضَافُ إِلَيهِ: مَفعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المُسَبَّحُ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا؛ لِأَنَّ المَعنَى تَنَزَّهتَ. وَانتِصَابُهُ عَلَى المَصدَرِ بِفِعلٍ مَحذُوفٍ، تَقدِيرُهُ: (سَبَّحتُ اللَّه تَسبِيحًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>