للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقيل: بدلان من (كلا الفرجين)، أو خبران و (مولى): بدل من الهاء، أو أنهما خبر بعد خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: (هما خلفها وأمامها).

وعلى الأقوال: فقد تصرف أيضًا، وهو رأي صالح بن إسحاق الجرمي؛ لأنه يجيز ذلك في الشعر.

* قد أعربت أيضًا حيث لم ينو لفظ المضاف إليه ولا معناه، في قوله تعالى: (لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ) فى قراءة الجر والتنوين، ونحو قول الشاعرِ:

فَسَاغَ لِيَ الشَّرابُ وَكُنتُ قَبلا ... أَكَادُ أَغَصُّ بِالمَاءِ الفُرَاتِ (١)


= مرفوع بالضمة المقدّرة، وهو مضاف. الفرجين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى. تحسب: فعل مضارع مرفوع، وفاعله: هي. أنّه: حرف مشبّه بالفعل، والهاء: ضمير في محلّ نصب اسم أنّ. مولى: خبر أنّ مرفوع، وهو مضاف. والمصدر المُؤوَّل من أنّ ومعموليها سدَّ مَسَدّ مفعولي تحسب. المخافة: مضاف إليه مجرور. خلفها: بدل من مولى مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. وأمامها: الواو: حرف عطف، أمام: معطوف على خلف وهو مضاف، وها: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة (غدت): معطوفة على جملة في البيت السابق. وجملة (كلا الفرجين) الاسميّة: في محل نصب حال تقديرها: فغدت وكلا الفرجين. وجملة (تحسب): الفعليّة في محلّ رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: (خلفها وأمامُها) بالرفع بدلًا من الخبر مولى، والثاني معطوف عليه، فدلّ ذلك على أن خلف وأمام من الظروف المتصرّفة التي تخرج أحيانًا عن النصب على الظرفيّة، وعلى الجرّ بـ (مِن) متأثَّرة بالعوامل.
(١) التخريج: البيت ليزيد بن الصعق في خزانة الأدب ١/ ٤٢٦، ٤٢٩، ولعبد اللَّه بن يعرب في الدرر ٣/ ١١٢، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٣٥، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١٥٦، وتذكرة النحاة ص ٥٢٧، وخزانة الأدب ٦/ ٥٠٥, ٥١٠، وشرح التصريح ٢/ ٥٠، وشرح ابن عقيل ص ٣٩٧، وشرح المفصل ٤/ ٨٨، ولسان العرب ١٢/ ١٥٤ حمم، وتاج العروس حمم، وهمع الهوامع ١/ ٢١٠.
ويروى (الحميم) مكان (الفرات).
اللغة: ساغ الشراب: سهل مروره في الحلق. غص بالطعام أو الشراب: تعذر بلعه فمنعه عن التنفس. الماء الفرات: الماء العذب.
المعنى: يقول: هنؤ عيشه، وطاب شرابه بعد أن أدرك هدفه، ونال مبتغاه، وقد كان من قبل لا يستسيغ الماء العذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>