للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَاذَا تَبتَغِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي ... وَقَد جَاوَزْتُ حَدَّ الأرْبَعِينِ (١)

وفي هذا الشاهد ثلاثة أقوال:

فقيل: ضرورة، وقيل: لغة، وقيل: حركة إعراب. ذكره أبو الفتح.

ولم يسمع كسر النون إلا مع الياء.

وقد حذفت نون الجمع في السعة، قرأ الأعمش: (وما هم بضاري به من أحد)، ذكره ابن عقيل في "شرح التسهيل".

واللَّه الموفق

ص:

٤٠ - وَنُوْنُ مَا ثُنِّي وَالمُلْحَقِ بِهْ ... بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوْهُ فَانْتَبِهْ (٢)


(١) التخريج: البيت قائله: سحيم بن وثيل الرّياحي من مقطوعة له في ديوان جرير، وكان عبدًا حبشيًا، وكان فصيحًا بليغًا، وكان قد اتهم ببنت مولاه فقتله. وهو من الوافر.
الشرح: قوله: وماذا تبتغي: أي: وماذا تطلب؟!
الإعراب: وماذا: ما: اسم استفهام مبتدأ، وذا: اسم موصول بمعنى الذي في محلّ رفع خبر. تبتغي: فعل مضارع. الشّعراء: فاعله. مني: جار ومجرور متعلق بتبتغي، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول. وقد: الواو حالية، وقد: حرف تحقيق. جاوزت: فعل وفاعل. حد: مفعول به. الأربعين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
الشاهد: قوله: (الأربعينِ)؛ حيث كسر النون وفي ذلك ثلاثة أقوال كما ذكر المؤلف رحمه اللَّه.
(٢) ونون: الواو عاطفة، نون: مبتدأ، ونون مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. ثُنِّيَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محلّ لها من الإعراب صلة ما. والملحق: معطوف على ما. به: جار ومجرور متعلق بالملحق. بعكس: جار ومجرور متعلق باستعملوه، وعكس مضاف. وذا من ذاك: مضاف إليه، والكاف حرف خطاب. استعملوه: فعل ماض، والواو فاعل، والهاء مفعول به، والجملة في محلّ رفع خبر المبتدأ الذي هو نون في أول البيت. فانتبه: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، يريد أن لغة جمهور العرب جارية على أن ينطقوا بنون المثنى مكسورة، وقليل منهم من ينطق بها مفتوحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>