نونُ المثنى وما ألحق به: عكسُ نون جمع المذكر السالم، فتكسر في الأحوال الثلاث، وهي عوض من التنوين في المفرد.
وقيل: من حركة الواحد.
وقيل: من التنوين والحركة معًا كما سبق في الجمع.
وقيل: ليست عوضًا من شيء فيهما.
وقيل: جيء بها لدفع توهم إضافة؛ فلو حذفت من نحو:(جاءني خليلان موسى وعيسى)، و (مررت ببنين كرام) .. لالتبس بالإضافة وأنت تريد البدل في الأول، والصفة في الثاني.
ولو حذفت من نحو:(جاءني هذان) .. لتوهم إرادة هذا.
قال بعضهم: نون المثنى أصلها السكون، فاستأصلت بالكسر على أصل التقاء الساكنين؛ لأنها قبل نون الجمع، وفتحت نون الجمع للفرق، ولم تضم لثقل الضمة.
وأبو الفتح في "سر الصناعة": إنما كسرت نون المثنى؛ لأن قبلها ألفًا خفيفة، والكسرة ثقيلة، فاعتدلا، وقبل نون الجمع واو ثقيلة، والفتحة خفيفة، ففتحوا النون لتعديل الأمر.
ثم قال ما معناه: أنه لا يرد على ذلك كسر النون من أجل المثنى مع الياء، ولا فتحها في الجمع مع الياء، لأن الرفع هو الأصل، والنصب والجر فرعان عليه.