للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا في التأنيث؛ لأنك تقول: (جاء رجل قيام آباؤه)، و (رجلان قائم أبوهما)، و (رجال قائم آباؤهم)، و (رجل قائمة أمه)، و (امرأة قائم أبوها).

* وكذا إذا رفع الضمير البارز .. فهو كما إذا رفع الظاهر.

ولا يتقدم النعت على المنعوت.

وقد ذكروا مسألة مضمونها: أن النعت إذا صلح لمباشرة العامل .. جاز أن يتقدم النعت بشرط جعله مستقلًا والثاني بدلًا منه؛ كـ (مررت بالكريم زيد)، فلا يقال إن (الكريم): نعت مقدم، بل مستقل بنفسه، و (زيد): بدل منه.

وأجاز صاحب "البديع": تقديم الصفة على الموصوف إن كانت لاثنين أو لجماعة، بشرط: أن يتقدم أحد الموصوفين على الصفة؛ كـ (قام زيد العاقلان وعمرو)، ومنه قوله:

................ ... أَبَى ذَاكَ عَمِّىِ الأَكرَمَانِ وَخَاليَا (١)


(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وَلَسْتُ مُقِرًّا لِلرِّجَالِ ظَلَامَةً
البيت بلا نسبة في الدرر ٦/ ١٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٧٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٢.
اللغة: ظلامة: المبالغة في الظلم. أبى: رفض عن عزة وكبرياء. المعنى: إني كريم شهم أمًّا وأبًا، فلا أرضى الظلم للآخرين ولا أرضاه منهم.
الإعراب: ولست: الواو: حسب ما قبلها، لست: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، والتاء: ضمير متصل في محل رفع اسمها. مقرًّا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.
للرجال: جار ومجرور متعلقان بالخبر مقرًّا. ظلامة: مفعول به لاسم الفاعل مقرًّا، منصوب بالفتحة الظاهرة. أبى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. ذاك: اسم إشارة في محل نصب مفعول به والكاف: للخطاب. عمي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسب وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الأكرمان: صفة مرفوعة بالألف لأنها مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وخاليا: الواو: عاطفة، خاليا: اسم معطوف على عمي مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والألف: للإطلاق.
وجملة (ولست): بحسب الواو. وجملة (أبى ذاك): استئنافية لا محل لها.
الشاهد: قوله: (عمي الأكرمان وخاليا) حيث أجاز صاحب "البديع": تقديم الصفة على الموصوف إن كانت لاثنين أو لجماعة، بشرط: أن يتقدم أحد الموصوفين على الصفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>