للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل غير ذلك.

ومنه أيضًا: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، فـ (المسجد): معطوف علَى الضمير فِي (به).

ولَا يحسن عطفه علَى (السبيل) الّذي هو معمول المصدر؛ أعني: (الصّد):

لأنه يلزم عليه الفصل بالأجنبي بَينَ المصدر ومعموله؛ فإن (وكفر) أجنبي من المصدر الّذي هو (الصّد).

- ويلزم عليه أيضًا: العطف علَى المصدر قبل أَن يستكمل معمولاته؛ فإِن (وكفر) معطوف علَى (صد).

والحاصل: أَن (المسجد) لا يحسن عطفه علَى (سبيل الله)؛ لأنَّ (السّبيل) معمول المصدر، وإِذا عطف (المسجد) عليه .. يصير أيضًا معمولًا للمصدر، وهذا فيه ضعفان - كما تقدم - العطف علَى المصدر قبل أَن يستكمل معمولاته؛ لأنَّ (الكفر) معطوف علَى (الصّد)، والفصل بَينَ مصدر ومعموله.

وقال الشّاعر:

أَكُرُّ على الكَتِيبَةِ لا أُبَالِي ... أَحَتفِي كَانَ مِنهَا أَم سِوَاهَا (١)

فـ (سواها): معطوف علَى الهاء فِي (منها)، والتّقدير: (منها أم من سواها).

وأنشد الفراء:

هَلَّا سَأَلتِ بِذِي الجُمَاجِمِ عَنْهُمُ ... وَأَبي نُعَيْمٍ ذِي اللِّوَاء المُحْرِق (٢)


(١) التخريج: من الوافر من جملة أبيات قالها العباس بن مرداس السلمي لخفاف بن ندبة في أمر شجر بينهما. قيل: لم يقل في الشجاعة أبلغ من هذا البيت، الديوان ص ١١٠، الحماسة الشجرية ١/ ١٣٣، الاستيعاب ٣/ ١٠٣، الإنصاف ٢٩٦.
وقبل الشاهد قوله:
وَلي نَفْسٌ تَتُوقُ إِلى المَعَالِي ... سَتتلَفُ أَوْ أَبْلغهَا مُنَاهَا
اللغة: أكر: أي أرجع، يريد أنه يقدم ولا يفر، والكتيبة: الجماعة من الجيش، والحتف - بفتح الحاء وسكون التاء المثناة -: الموت والهلاك.
الشاهد: قوله: (منها أم سواها)، حيثما عطف (سوى) على الضمير المتصل في (منها) من غير إعادة الجار.
(٢) التخريج: البيت من الكامل، وهو بلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٤٦٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ١٢٥؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>