للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأصله: (ينفعن)، فقلبها ألفًا للوقف.

ويقل بعد ربما؛ نحو: (ربما يقولَنَّ) وهو مختص بالضرورة؛ لأنَّ الفعل ماضي المعنَى.

وقيل: لا يختص.

ثم إن الفعل المؤكّد بالنّون يبنى علَى الفتح؛ كما تقول: (ليَضربَن العبدُ)، و (اضربَن يا زيد)، كما قال: (وآخر المؤكّد افتح كابرزَا)، وأصله: (ابرزَنْ)، فقلبت ألفًا.

وعن الزّجاج والسّيرافي: أن هذه الفتحة عارضة لالتقاء السّاكنين، هما: آخر الفعل، والنون الساكنة.

ودعوي البناء أولى؛ لانتفاء السّاكنين فِي نحو: (هل تضربن) فهي فتحة بناء للتركيب، وهو للفارسي وابن السّراج.

فإن ولي الفعل ألف الضمير أو واوه أَو ياؤه؛ كـ (اضربانِّ يا زيدان)، و (اضربُن يا زيدون)، و (اضربِن يا هند). . فَلهُ حكمٌ يأتي.

تنبيه:

علم ممَّا تقدم: أَن الماضي لا يؤكد، ولَا اسم الفعل، ولا أفعل التّعجب، ونحو ذلك.

وشذ توكيد الماضي فِي قوله:

دَامَنَّ سَعْدُكِ لو رَحِمْتِ مُتَيَّمًا ... . . . . . . . . . . . . . . . (١)


= يأتك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والكاف ضمير فِي محل نصب مفعول به. الخير: فاعل مرفوع. ينفعا: فعل مضارع مبني علَى الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، وأصله: ينفعن فِي محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (نبتم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (متى ما يأتك الخير ينفعا): استئنافية لا محل لها. وجملة (يأتك): مضاف إليه محلها الجر. وجملة (ينفعا): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا.
الشاهد فيه قوله: (ينفعا) وأصله (ينفعنْ) فأبدل النون بألف للوقف، وهو جواب الشرط.
(١) التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: لولاك لم يك للصبابة جانجا
وهو بلا نسبة فِي الجنى الداني ص ١٤٣، والدرر ٥/ ١٦١؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٦٠، والمقاصد النحوية ١/ ١٢٠، ٤/ ٣٤١، وهمع الهوامع ٢/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>