وقيل: قلبت لام الفعل ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فالتَّقَى ساكنان: هي وواو الجماعة، فحذفت الألف، ثم جيء بنون التّوكيد، فحذفت نون الرَّفع كما علم، ثم حركت الواو بالضّمة فرارًا من السّاكنين كما سبق.
لا تقع الخفيفة بعد الألف؛ لأنه لا يجمع في غير الوقف بين ساكنين إِلا والأول حرف لين والثَّاني: مدغم، سواء كانا فِي كلمة أَو كلمتين.
فإِن كسرت فرارًا من التقاء السّاكنين. . التبس بنون الرّفع في بعض الصّور، فَلَا يقال:(هل تضربانْ) ونحوه بالخفيفة، بَلْ تجب الثّقيلة، وتكسر حينئذ، فهي مفتوحة أبدًا إِلَّا مع الألف، فتقول:(اضربانِّ يا رجلان)، و (هل تضربانِّ) بكسر النُّون الثّقيلة.
وأَجازَ الفراء والكوفيون: وقوع الخفيفة بعد الألف، كقراءة ابن ذكوان:(ولا تتبعانِ) بنون مخففة مكسورة، بناء علَى أَن الواو للعطف، و (لَا): للنهي.
وقال أبو البقاء: إِنها الثّقيلة؛ ولكن حذفت النّون الأولَى منها تخفيفًا.
وللنون الخفيفة أحكام أخر سيأتي ذكرها.
واللَّه الموفق
(١) ولم: نافية جازمة. تقع: فعل مضارع مجزوم بلم. خفيفة: بالرفع: فاعل تقع، أو بالنصب حال من ضمير مستر في تقع هو فاعله. بعد: ظرف متعلق بتقع، وبعد مضاف، والألف: مضاف إِليه. لكن: حرف عطف. شديدة: معطوف على خفيفة يرتفع إِذا رفعته وينتصب إِذا نصبته. وكسرها: الواو عاطفة أو للاستئناف، كسر: مبتدأ، وكسر مضاف، وها: مضاف إِليه. ألف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إِلى كسرها، والجملة من أُلف ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله: (كسرها).