للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأجاز الفراء: أن تكون هنا مصدرية، وذكرت (أن) توكيدًا بالمرادف.

* وقال الشيخ: ويتعين أن تكون مصدرية إذا اقترنت بها اللام؛ كـ (جئت لكي أقرأ)، فهي الناصبة بنفسها إذن، منه في القرآن: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا}.

قال: لأن حرف الجر لا يدخل على حرف إلا إن كان مصدريًا، وعلى هذا فقول الشاعر:

أردت لِكَيْمَا أن تَطِيرَ بِقِرْبَتِي ... ............... (١)

تكون فيه حرفًا مصدريًّا وهي الناصبة، وذكرت (أن) معها توكيدًا بالمرادف،


(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فتتركها شَنًّا بِبَيْدَاءَ بَلْقَعِ
وهو بلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٥٨٠، والجنى الداني ٢٦٥، وجواهر الأدب ٢٣٢، وخزانة الأدب ١/ ١٦، ٨/ ٤٨١، ٤٨٤، ٤٨٥، ٤٨٦، ٤٨٧، ورصف المباني ٢١٦، ٣١٦، وشرح التصريح ٢/ ٢٣١، وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٨، وشرح المفصل ٩/ ١٦، ٧/ ١٩، ومغني اللبيب ١/ ١٨٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٠٥.
شرح المفردات: القربة: جلد ماعز أو نحوه يتخذ للماء. شنًا: القربة البالية. البلقع: الخالي. المعنى: يقول: لقد ذهبت بقُربتي بعيدًا وتركتها ممزقة بالية في صحراء خالية من الناس.
الإعراب، أردت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. لكيما: اللام حرف جر وتعليل، كي: حرف تعليل مؤكد للام، ما: زائدة. أن: حرف مصدرية ونصب، وقد تكون مؤكدة لكي إذا اعتبرت حرف مصدر. تطير: فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بأردت. بقربتي: جار ومجرور متعلقان بتطير، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. فتتركها: الفاء حرف عطف، تتركها فعل مضارع منصوب، لأنه معطوف على تطير، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، وها: ضمير في محل نصب مفعول به. شنًا: حال منصوب. ببيداء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت شنا. بلقع: نعت بيداء مجرور بالكسرة.
وجملة (أردت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (بيداء ... ): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (تتركها): معطوفة على جملة (تطير).
والشاهد فيه قوله: (لكيما أن)؛ فإن (كي) هنا:
يجوز أن تكون مصدرية فتكون (أنْ) مؤكدة لها، وذلك بسب تقدم اللام الدالة على التعليل التي يشترط وجودها أو تقديرها الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب قبل كي المصدرية.
ويحتمل أن تكون كي تعليلية مؤكدة للام، فيكون السابك هو (أن) وحدها، ولولا (أن) .. لوجب أن تكون (كي) مصدرية، ولولا وجود اللام .. لوجب أن تكون كي تعليلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>