للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: شرطه أن لا يكون الفعل قد وقع، فخرج: (لِمَ ضربت زيدًا فيجازيك؟)، ونسب للفارسي؛ لأن الفعل إذا وقع .. لم يمكن تقديره بمصدر مستقبل كما سيأتي تعريفه.

ويعارض هذا ما حكاه ابن كيسان من قولهم: (أين ذهب زيد فنتبعَه) بالنصب، وقد وقع فيه الفعل.

وقيل: يقدر المصدر المستقبل من لازم الجملة؛ أي: (ليكن منك إعلام بذهاب زيد .. فاتباع منا).

* والعرض؛ كقولِ الشاعرِ:

يَا ابْنَ الكِرَامِ أَلَا تَدْنُو فَتُبْصِرَ مَا ... قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا (١)

* والتحضيض: نحو: (هلا تسافرُ فتغنمَ)، ومنه في القرآن: (لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكونَ من الصالحين)، وقرئ: و (أكن) بالجزم عطفًا على محل فأصدق؛ لأن المعنى: (إن أخرتني .. أصدق).

ولهذا قال في "الإتقان" نقلًا عن الخليل وسيبويه: أن هذا من عطف التوهم؛ لأن المعنى: (أخرني .. أصَّدَّق) وسبق ذكر عطف التوهم في آخر العطف.

وقال الشاعر:

لَوْلَا تَعُوجينَ يَا سَلْمَى على دَنِفٍ ... فتُخْمِدِي نارَ وَجْدٍ كَادَ يُفْنِيه (٢)


(١) التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الدرر ٤/ ٨٢، وشرح الأشموني ٣/ ٥٦٣، وشرح التصريح ٢/ ٢٣٩، وشرح شذور الذهب ص ٣٩٨، وشرح ابن عقيل ص ٥٧١، وشرح قطر الندى ص ٧٤، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٨٩، وهمع الهوامع ٢/ ١٢.
الشاهد: قوله: (فتبصر) حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية المسبوقة بعرض.
(٢) التخريج: هذا البيت من البسيط وهو مجهول القائل.
اللغة: قوله: دنف: الدّنِف: الذي براه المرض حتى أشرف على الموت، تعوجين: تعطفين، ونار وجد: كناية عن شدة الشوق.
المعنى: هلا تعطفين يا سلمى على رجل براه المرض حتى أشرف على الموت فتطفئي نار الشوق الذي كاد يضيعه.
والشاهد في قوله: (فتخمدي) حيث نصب بحذف النون وذلك بـ (أن) مضمرة بعد الفاء؛ لأنه جواب

<<  <  ج: ص:  >  >>