للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن يكون التقدير: (يشكرها اللَّه يشكرها) فحذفت للدلالة عليه.

وقول الآخر:

فإنْ يَكُ قَوْمٌ سَرَّهُم مَا صَنَعْتُمُ ... سَتَحْتَلِبُوهَا لَاقِحًا غَيرَ بَاهِل (١)


الأدب ٩/ ٤٠، ٧٧، ١١/ ٣٥٧، والخصائص ٢/ ٢٨١، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٦٤، ٢٦٥، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٨٦، والكتاب ٣/ ١١٤.
الإعراب: من: اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. يفعل: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، وحرّك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: يَسْلُلِ السيفَ الحسنات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. اللَّه: مبتدأ مرفوع بالضَمة. يشكرها: فعل مضارع مرفوع، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والشر: الواو: حرف استئناف، والشر: مبتدأ مرفوع. بالشر: جار ومجرور متعلّقان بـ (مثلان). عند: ظرف مكان منصوب، متعلق بـ (مثلان)، وهو مضاف. اللَّه: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. مثلان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة (من يفعل): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يفعل): في محل رفع خبر للمبتدأ مَن. وجملة (اللَّه يشكرها): في محل جزم جواب شرط جازم على تقدير اقترانه بالفاء. وجملة (يشكرها): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (الشر بالشر): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: فيه قوله: (اللَّه يشكرها) حيث حذف الفاء الرابطة لجواب الشرط من الجملة الاسمية، وذلك للضرورة الشعرية. والتقدير: (فاللَّه يشكرها). وأجازه بعضهم.
(١) التخريج: البيت في شرح التسهيل (١/ ٥٣) وفي التذييل والتكميل (١/ ١٩٥) في الخصائص ١/ ٣٨٨ ومعجم شواهد العربية ١/ ٣٨٨.
قاله أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- من قصيدة في الديوان (ص ١٢٧)، قالها عندما تحالفت قريش وكتبت صحيفة علقتها في الكعبة تنص على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ومحاصرتهم في شعب أبي طالب، والبيت من قصيدة شائقة له؛ منها:
لَعَمري لَقَد أُوهِنتُمُ وَعَجزتُمُ ... وَجِئتُم بِأَمرٍ مُخطئٍ لِلمَفاصِلِ
وَكُنتُم قَديمًا حَطبَ قِدرٍ فَأَنتُمُ ... أَلانَ حِطابُ أَقدُرٍ وَمَراجِلِ
لِيَهنئ بَني عَبدِ مَنافٍ عُقوقُها ... وَخِذلانُها وَتَركُنا في المَعاقِلِ
وبعد البيت الشاهد قوله:
فَبَلِّغ قُصَيًّا أَن سَيُنشَرُ أَمرُنا ... وَبَشِّر قُصَيًّا بَعدَنا بِالتَّخاذُلِ
وَلَو طَرَقت لَيلًا قُصَيًّا عَظيمَةٌ ... إِذًا ما لَجَأنا دونَهُم في المَداخِلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>