المعنى: يقول: لشدة ضعفي نحلت حتى لم يبق لي جثمان، فلو ألقيت في شِقِّ قلم .. لم يتغير بي خط الكاتب. وهذا من مبالغات الشعراء، وقبل البيت قوله: أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ .... وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ فَإِنَّ نَهاري لَيلَةٌ مُدلَهِمَّةٌ ... عَلى مُقلَةٍ مِن بَعدِكُم في غَياهِبِ بَعيدَةِ ما بَينَ الجُفونِ كأَنَّما ... عَقَدتُم أَعالي كُلِّ هُدبٍ بِحاجِبِ وَأَحسَبُ أَنّي لَو هَويتُ فِراقَكُم ... لَفارَقتُهُ وَالدَّهْرُ أَخبَثُ صاحِبِ فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي ... مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ أَراكَ ظَنَنتِ السِّلكَ جِسمي فَعُقتِهِ ... عَلَيكِ بِدُرٍّ عَن لِقاءِ التَّرائِبِ وبعده: تُخَوِّفُني دونَ الَّذي أَمَرَت بِهِ ... وَلَم تَدرِ أَنَّ العارَ شَرُّ العَواقِبِ الشاهد: قوله: (ولو قلم)؛ حيث دخلت (لو الشرطية) على الجملة الاسمية، وذلك شاذ. وقيل هو من لحن المتنبي. (١) التخريج: صدر بيت من الرمل، وعجزه: كنتُ كالغصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي وقائله عدي بن زيد العبادي يخاطب النُّعمان بن المنذر من أبيات لها قصة مشهورة، ينظر الشاهد في الكتاب (٣/ ١٢١)، والأبيات مع الشاهد في الأغاني (٢/ ٩٤)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك، (١٦٣٦)، واللسان: (عصر)، والهمع (٢/ ٦٦)، وشرح شواهد المغني (٢٢٥)، والخزانة (٣/ ٥٩٤)، (٤/ ٤٦٠، ٥٢٤). الشاهد: قوله: (لو بغير الماء)؛ حيث دخلت لو على الجملة الاسمية، وذلك شاذ. ولبيت الشاهد قصة مفادها: أن عدي بن زيد كان كاتب كسرى، يترجم له بالفارسية ما يرد من كتب العرب. وكان النعمان بن المنذر نشأ في حجر آل عدي بن زيد، فطلب كسرى رجلًا يستعمله على العرب، فاحتال عدي بن زيد في توليته النعمان، وكان له فيه هوى لتربيتهم إياه، وكان للنعمان عدة إخوة. فقال عدي لكل واحد من إخوة النعمان: إذا قال لك الملك: أتكفيني العرب كلها؟ فقل: نعم،