للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أو: (هنأ)، و (هذأ).

أو (هناه)، و (هذاه).

وفي الأخير نظر من جهة اتصال هاء السكت بما ليس في آخره حركة بناء ولا غيره.

وابن فلاح في "مغنيه": قد تحرك هاء السكت بالضم تشبيهًا لها بالضمير، وبالفتح لمناسبة الألف، وبالكسر على أصل التقاء الساكنين.

ومن الضم قوله:

يَا رَبُّ يَا رَبّاهُ إيّاكَ أَسَلْ ... عَفْرَاءَ يَا رَبّاهُ مِن قَبلِ الأَجَلْ (١)

وسهل وقوعها بعد الألف هنا؛ لكون الألف منقلبة عن ياء المتكلم، والأصل: (يا ربي)، ووقوعها بعد الباء كثير كما سبق.

واللَّه الموفق


(١) التخرج: البيت لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٧/ ٢٧٠، ٢٧٣، ١١/ ٤٥٨، ٤٥٩، ٤٦٠، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ٩١، وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٨، وشرح عمدة الحافظ صِ ٢٩٣، ولسان العرب ١٥/ ٤٨٠ (ها).
اللغة: أَسَل: مخفّف أسأل، أي أطلب وأرجو. الأجل. يوم الوفاة.
المعنى: يقول: يا ربّ لا أسأل سواك، وكلّ طلبي أن ألتقي عفواء قبل أن أموت، فهي كلّ أملي في هذه الدنيا.
الإعراب: يا ربّ: حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة، وهي ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. يا رباه: حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المنقلبة ألفًا، وهي ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه، والهاء للسكت لا محلّ لها. إياك: ضمير منفصل مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم. أسل: فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وسكن لضرورة الوزن، وفاعله: ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. عفراء: مفعول به ثانِ منصوب بالفتحة. يا رباه: تعرب كسابقتها. من قبل: جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل أسل. الأجل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة الوزن.
وجملة النداء الأولى ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، والثانية: بدل منها لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أسأل إياك): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة النداء: معترضة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: (يا رباه)؛ حيث حرّك هاء السكت ضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>