للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ص:

٨٩٩ - ورُبَّمَا أُعْطِيَ لَفْظُ الوَصْلِ مَا ... لِلْوَقْفِ نَثْرًا وَفَشَا مُنْتَظِمَا (١)

ش:

قد يعطى الوصل حكم الوقف في النثر، وهو كثير في النظم:

فالأول: قراءة غير حمزة والكسائي {لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ}، {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ}، فأثبتوا هاء السكت في الوصل، وسبق أنها تكون في الوقف.

وعن ابن كثير أنه يقرأ: (عمّه يتساءلون) بالهاء وصلًا كذلك.

وقرأ عيسى بن عمر: (هيهاتْ هيهاتْ لما توعدون) بسكون التاء وصلًا على نية الوقف أيضًا.

وقرأ الأعمش: (وجئتك من سبأْ بنبأٍ يقين) بإسكان همزة (سبأ) وصلًا.

ومن النظم، قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . ... مِثلُ الحَرِيقِ وَافَقَ القَصَبَّا (٢)


(١) ورُبَّمَا: رُبَّ: حرف تقليل، وما: كافة. أعطي: فعل ماض مبني للمجهول. لفظ: نائب فاعل لأُعْطِيَ، وهو المفعول الأول لأعطي، ولفظ: مضاف، والوصل: مضاف إليه. ما: اسم موصول: مفعول ثان لأعطي. للوقف: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. نثرًا: منصوب على نزع الخافض، أو حال على التأويل بمشتق، أي: ذا نثر، أي: واقعًا في نثر. وفشا: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى إعطاء الوصل ما للوقف. منتظمًا: حال من فاعل فشا.
(٢) التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٦٩، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣١٨، ٣٢٠، ولربيعة بن صبح في شرح شواهد الإيضاح ص ٢٦٤، ولأحدهما في شرح التصريح ٢/ ٣٤٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٤٩، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ١٣٨، وشرح ابن عقيل ص ٦٧٣، وشرح المفصل ٣/ ٩٤، ١٣٩، ٩/ ٦٨، ٨٢، وقبل البيت الشاهد قوله:
لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جِدَبّا ... في عامِنَا ذا بَعْدَ ما اخْضَبّا
إِنَّ الدَّبَى فَوْق المُتُونِ دَبّا ... وَهَبَّتِ الرِّيحُ بِمُورٍ هَبّا
تَتْرُكُ ما أَبْقَى الدَّبَى سبْسَبَّا ... كَأَنَّهُ السَّيْلُ إِذا اسْلَحَبّا
أَوْ كَالحَرِيقِ وافَقَ القَصَبّا ... والتِّبْنَ وَالحَلْفاءَ فَالْتَهَبّا

<<  <  ج: ص:  >  >>