للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بتشديد الباء الموحدة، أصله (القصبْ) بباء خفيفة، فوقف عليها بالتضعيف، ثم أوصلها بحرف الإطلاق، وأبقى التضعيف على حاله.

والتضعيف لا يكون إلا في الوقف، لا في الوصل كما علم.

وقول الآخر:

. . . . . . . . . . . . . . ... ضَخْمًا يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا (١)

فوقف عليه بالتضعيف، ثم أوصله بالألف، وأبقى التضعيف على حاله أيضًا.


= حَتَّى تَرَى البُويزِلَ الإِرْزَبّا ... مِنْ عَدَمِ المَرْعَى قَدِ اقْرَعَبّا
تَبًّا لأَصْحابِ الشَّوِيِّ تَبَّا
شرح المفردات: اسلحب الطريق: امتدَّ، وهنا بمعنى: امتلأ. القصب: نوع من النبات.
المعنى: يصف الراجز الجراد الذي يخشى أن يراه -وقد أخصبت الأرض- أن يهجم على الأرض كالسيل الجارف، وكالحريق الذي يلتهم القصب.
الإعراب: كأنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم كأن. السيل: خبر كأن مرفوع. إذا: ظرف زمان، متعلق بحال محذوفة من السيل. اسلحبا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو، والألف للإطلاق. فل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، أو خبر ثان لكأن، وهو مضاف. الحريق: مضاف إليه مجرور. وافق: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر تقديره: هو. القصبا: مفعول به منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة (كأنه السيل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اسلحب): في محل جر بالإضافة. وجملة (هو مثل الحريق): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (وافق القصبا): في محل نصب حال من الحريق.
الشاهد فيه قوله: (القصبّا) حيث شدد الباء كأنه وقف عليها بالتضعيف، مع أنه وقف باجتلاب ألف الوصل، وهذا ضرب من معاملة الوصل معاملة الوقف.
(١) التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١٩، والكتاب ١/ ٢٩، ٤/ ١٧٠، ولسان العرب ١٢/ ٣٥٣ (ضخم)، وبلا نسبة في وصف المباني ص ١٦٢، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٦٢، ٤١٦، ٢/ ٥١٥، ولسان العرب ٣/ ٩٠ (بعد)، ٩٨ (بيد)، ١٣/ ٥٢٦ (فوه)، والمحتسب ١/ ١٠٢، والمنصف ١/ ١٠، وقبله قوله:
وصَلْتُ مِن حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا ... وَالعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطَمّا
ثُمَّتَ جِئْتُ حَيَّة أَصَمّا ... ضَخْمًا يُحِبُّ الخُلُق الأَضْخَمَّا
الشاهد: قوله: (الأضخمّا) حيث شدد الميم في الوصل إجراء له مجرى الوقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>