للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(اخصُصْ)، أي: بسكون الصاد؛ لأنه أمر، و (أبي): مفعوله، فنقلت فتحة الهمزة للصاد الساكنة تخفيفًا.

ومثله: (اُفْكُكَ اخاك).

• وكذا إذا كان ثاني المثلين زائدًا للإلحاق؛ نحو: (هَيلَلَ) إذا أكثر من قول: (لا إله إلا الله) وهو ملحق بـ (دحرج)؛ فلو أدغم .. لخالفه في الوزن.

ومثله: (قَرْدَد): وهو المكان الغليظ، ملحق بـ (جعفر)، والعلة كما سبق.

وأشار بقوله: (وَشَذَّ في أَلِلْ ... إلى آخره) إلى ما كان قياسه الإدغام، وشذ فيه الفكُّ؛ كقولهم: (ألِلَ السِّقاءُ)؛ إذا تغيرت رائحته.

وكذا (الأسنان)؛ إذا فسدت، وهو بكسر العين.

وقالوا: (دَبَبَ الإنسان): إذا أنبت في وجهه شعر.

و (صكِكَ الفرس): إذا أصابه الصّكَكَ، وهو: عيب فيه.

و (ضبِبَت الأرض): إذا كثر ضبابها.

وقد يكون الفك للتناسب؛ كحديث: "أيَّتُكن صَاحِبَة الجمل الأدبَب؟ تنبحها كلاب الحوأب".

وللضرورة؛ كقول الشاعر:

الْحَمْدُ لِلهِ العَلِيِّ الأَجْلَلِ ... ............... (١)

والله الموفق


(١) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: الواسع الفضلِ الوَهُوب المُجْزِل
وهو لأبي النجم في الأغاني ١٠/ ١٥٧، ١٥٨، ١٦٣، ١٦٥، وجمَهرة اللغة ص ٤٧١، وخزانة الأدب ٢/ ٣٩٢، ٣٩٤، والدرر ٦/ ٢٣٨، وشرح التصريح ٢/ ٤٠٣، وشرح شواهد الشافية ص ٣١٣، والطرائف الأدبية ص ٥٧، والكتاب ٤/ ٢١٤، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩٥، وبلا نسبة في الأشباه والأنظار ١/ ٥١، وأوضح المسالك ٤/ ٤١٢، وسر صناعة الإعراب ص ٥٠٣.
شرح المفردات: الأجلل: أي الأجلّ. الواسع الفضل: الكثير الإحسان. الوهوب: الكثير الوهب، أي العطاء. المجزل: المكثر.
الإعراب: الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. العلي: نعت الله مجرور بالكسرة. الأجلل: نعت ثان لـ (الله). الواسع: نعت ثالث لـ (الله)، وهو مضاف. الفضل: مضاف إليه مجرور. الوهوب: نعت رابع لـ (الله). المجزل: نعت خامسا لـ (الله) مجرور.
الشاهد فيه قوله: (الأجلل)؛ حيث فك الإدغام، لإقامة الوزن، والقياس: (الأجلّ).

<<  <  ج: ص:  >  >>