وسوَّى الأخفشُ بينهما وبين (إِنَّ) المشددة؛ نحو:(إِنَّ قائمًا الزّيدان)؛ فـ (قائمًا): اسم إِنَّ، و (الزّيدان): فاعل أغنَى عن الخبر، وضعفه الشّيخ، لأن دخول (إِنَّ) علَى ما يشبه الفعل يبعد شبهه من الفعل، فَلَا يرفع فاعلًا، وإِنما جاز ذلك فِي باب المبتدأ والخبر؛ نحو:(أقائمٌ الزّيدان؟)؛ لاعتماد الصّفة علَى النّفي والاستفهام الجاعلين الصّفة بمنزلة الفعل.
والأخفش والكوفيون: يجوز أَن يُبتَدأ بالوصف من غير أَن يسبق بشيء؛ نحو:(قائمٌ زيدٌ)؛ فـ (قائمٌ): مبتدأ، و (زيدٌ): فاعل كما سبق، وأشار إِليه بقوله:(وَقَدْ يَجُوْزُ نَحْوُ فَائِزٌ أولُو الرَّشَدْ)؛ فـ (فائزٌ): مبتدأ، و (أولو الرّشد): فاعل كما ذكر.
واستدل الأخفش بقراءة أبي حيان:(ودانيةُ عليهم ظلالُها) برفع دانية، فأعربه مبتدأ، وظلالها: فاعل.
ورُدَّ: بأن (ظلالُها): مبتدأ، و (دانية): خبر مقدم.
واستدل الكوفيون بقولِ الشّاعرِ:
لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: فاعل، والألف: للتفريق، وهو فعل الشرط. فعجيب: الفاء: رابطة لجواب الشرط، عجيب: خبر مقدم. عيش: مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. من: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. قطنا: فعل ماض، والفاعل: هو، والألف: للإطلاق.
وجملة (أقاطن قوم): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (أم نووا ظعنا): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة (يظعنوا): الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها فعل الشرط الجازم. وجملة (عجيب عيش من قطنا): في محل جواب شرط جازم لاقترانها بالفاء. وجملة (قطنا): الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
الشاهد: قوله: (أقاطن قوم سلمى)؛ حيث أتى الوصف، وهو قاطن، معتمدًا على الاستفهام، وهو الهمزة، وبذلك اكتفى بالفاعل الذي هو قوله:(قوم سلمى) عن خبر المبتدأ.