التخريج: قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في هذا الشاهد من شرح ابن عقيل: اتفق الرواة على أن هذا البيت لشاعر اسمه امرؤ القيس، لكن اختلفوا فيما وراء ذلك، فقيل: لامرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر المشهور، وقال أبو القاسم الكندي: ليس ذلك بصحيح، بل هو لامرئ القيس بن مالك الحميري، لكن الثابت في نسخة ديوان امرئ القيس بن حجر الكندي -برواية أبي عبيدة والأصمعي وأبي حاتم والزيادي، وفيما رواه الأعلم الشنتمري من القصائد المختارة- نسبة هذا البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي، وقال السيد المرتضى في "شرح القاموس"، نقلا عن "العباب"، ما نصه: هو لامرئ القيس بن مالك الحميري، كما قاله الآمدي، وليس لابن حجر كما وقع في دواوين شعره، وهو موجود في أشعار حمير اهـ. ومهما يكن من شيء فقد روى الرواة قبل بيت الشاهد قوله: أيا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا اللغة: بوهة: هو بضم الباء- الرجل الضعيف الطائش، وقيل: هو الأحمق. عقيقته: العقيقة: الشعر الذي يولد به الطفل. أحسبا: الأحسب من الرجال: الرجل الذي ابيضت جلدته. وقال القتيبي: أراد بقوله: (عليه عقيقته): أنه لا يتنظف. وقال أبو علي: معناه أنه لم يعق عنه في صغره، فما زال حتى كبر وشابت معه عقيقته. مرسعة: هي التميمة يعلقها -مخافة العطب- على طرف الساعد فيما بين الكوع والكرسوع. وذكر الشارح أنه تعلق على الرأس. وقيل: هي مثل المعاذة، وكان الرجل من جهلة العرب يشد في يده أو رجله حرزا لدفع العين، أو مخافة أن يموت، أو يصيبه بلاء بين أرساغه. الأرساغ: جمع رُسْغ -بوزن قفل- يعني أنه يجعلها في هذا المكان. المعنى: يخاطب هندًا أخته -فيما ذكر الرواة- ويقول لها: لا تتزوجي رجلًا من جهلة العرب، يضع التمائم، ويقعد عن الخروج للحروب، وفي رسغه اعوجاج ويبس، لا يبحث إلا عن الأرانب ليتخذ كعوبها تمائمَ جُبنًا وفَرَقًا.