أرساغه: مضاف إليه، وأرساغ مضاف والضمير مضاف إليه، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب نعت لبوهة في البيت السابق، والرابط بين جملة الصفة والموصوف: هو الضمير المجرور محلًا بالإضافة في قوله: أرساغه. به: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. عَسَمٌ: مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة ثانية لبوهة. يبتغي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى بوهة، وجملة الفعل وفاعله في محل نصب صفة لبوهة أيضًا. أرنبا: مفعول به ليبتغي، فقد وصف البوهة في هذين البيتين بخمس صفات: الأولى: قوله: عليه عقيقه. والثانية: قوله: أحسبا. والثالثة: جملة مرسعة بين أرساغه. والرابعة: جملة به عسم. والخامسة: جملة يبتغي أرنبا. الشاهد: قوله: (مرسعةٌ)؛ فإنها نكرة وقعت مبتدأ، وقد سوغ الابتداء بها إبهامُها، ومعنى ذلك: أن المتكلم قصد الإبهام بهذه النكرة، ولم يكن له غرض في البيان والتعيين أن تقليل الشيوع، وأنت خبير بأن الإبهام قد يكون من مقاصد البلغاء، ألا ترى أنه لا يريد مرسعة دون مرسعة، وهذا معنى قصد الإبهام الذي ذكره الشارح. واعلم: أن الاستشهاد بهذا البيت لا يتم إلا على رواية (مرسَّعةٌ) بتشديد السين مفتوحة، وبرفعها وتفسيرها بما ذكرنا، وقد رويت بتشديد السين مكسورة، ومعناها الرجل الذي فسد موق عينه، وعلى هذا تروى بالرفع والنصب، فرفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو مرسعة، أي البوهة السابق مرسعة، ونصبها على أنها صفة لبوهة في البيت السابق من باب الوصف بالمفرد، ولا شاهد في البيت لما نحن فيه الآن على إحدى هاتين الروايتين. (١) التخريج: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: كَمَا استَقَلَّت مَطَايَاهُنَّ لِلظعَنِ وهو من شواهد التصريح: ١/ ١٧٠، وابن عقيل: ١/ ٢٢٤، والأشموني: ١/ ٩٨، والعيني: ١/ ٣٥٢. المفردات الغريبة: أودى: ماضٍ لازم بمعنى هلك. مِقَة: محبة، وفعله: ومَق يمِق بالكسر فيهما، والياء فيه عوض عن فاء الكلمة، وهي الواو. استقلت: نهضت وهمت للسفر. مطاياهن: جمع مطية، والمراد بها هنا الإبل، وسميت بذلك؛ لأنه يركب مطاها أي ظهرها. الظعن: الارتحال. المعنى: يقول الشاعر: لولا التجلد والصبر، وحمل النفس على عدم الجزع لهلك كل محب عند تهيؤ أحبابه للسفر والرحيل، ومفارقتهم له.