للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَي: لهلك كل ذي محنة فـ (اصطبار): مبتدأ، والخبر: محذوف لأنه بعد (لولا) كما سيأتي.

٢٤. ومنها: أَن تكون النّكرة (كم) إن كَانَ ما بعدها منصوبًا أَو مجرورًا؛ كقولِهِ:

كَمْ عَمّةٌ لَكَ يا جَرِيرُ وَخَالَةٌ ... فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي (١)


=الإعراب: لولا: حرف امتناع لوجود، أو: حرف شرط غير جازم. اصطبار: مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف وجوبًا، والتقدير: لولا اصطبار موجود. لأودى: اللام واقعة في جواب لولا. أودى: فعل ماضٍ. كلُّ: فاعل أودى. ذي: مضاف إليه. مِقة. مضاف إليه. كما: متعلق بأودى. استقلت: فعل ماضٍ، والتاء: للتأنيث. مطاياهن: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، وهن: في محل جر بالإضافه. للظعن: متعلق باستقلت.
الشاهد: قوله: (اصطبار)؛ حيث وقع مبتدأ، وهو نكرة، والذي سوغ وقوعه مبتدأ: وقوعه بعد (لولا)، وهي تشبه ما النافية في الجملة؛ لأنها تقتضي انتفاء جوابها لانتفاء شرطها.
(١) التخريج: البيت للفرزدق في هجاء جرير، وهو من شواهد الكتاب ١/ ٢٥٣، ٢٩٣، والمقتضب ٣/ ٥٨، والموجز لابن السّراج/ ٤٤، وشرح السّيرافي ٣/ ١٩، والجمل للزجاجي/ ١٤٨، وابن يعيش ٤/ ١٣٣، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٩٣، والمغني ١/ ٢٠٢، والنّقائض/ ٣٣، والدّيوان/ ٤٥١.
والمبرد يرى أن كم استفهامية في البيت، وتوجيه ذلك بأن الاستفهام ليس على معناه الحقيقي، ولكنه على سبيل التّهكم والسّخرية. فكأنه يقول لجرير: أخبرني عن عدد عماتك وخالاتك اللّاتي حلبن علي عشاري؛ فقد ذهب عني عددها.
اللُّغة: الفدع: اعوجاج في رسغ اليد من كثرة الحلب، أو في رسغ الرِّجل من كثرة الرّعي. العشار: جمع عشراء وهي النّاقة الحامل في شهرها العاشر.
المعنى: على الإِخبار: كثير من عماتك وخالاتك يا جرير، كن من جملة خدمي وقد تعوجت أرساغهن من كثرة حلبهن نياقي على كره مني.
وعلى الاستفهام: أخبرني يا جرير، بعدد عماتك وخالاتك اللّاتي كن يخدمنني ويحلبن نياقي حتى تعوجت أرساغهن من كثرة الحلب، فقد نسيت عددهن.
الإعراب: قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه اللَّه في شرحه لابن عقيل: (كم) يجوز أن تكون استفها مية، وأن تكون خبرية (عمة) يجوز فيها وفي (خالة) المعطوفة عليها الحركات الثلاث: أما الجر (عمةٍ) فعلى أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ، وخبره جملة حلبت و (عمةٍ): تمييز لها، وتمييز كم الخبرية مجرور كما هو معلوم، و (خالةٍ): معطوف عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>