الشاهد: قوله: (اصطبار)؛ حيث وقع مبتدأ، وهو نكرة، والذي سوغ وقوعه مبتدأ: وقوعه بعد (لولا)، وهي تشبه ما النافية في الجملة؛ لأنها تقتضي انتفاء جوابها لانتفاء شرطها. (١) التخريج: البيت للفرزدق في هجاء جرير، وهو من شواهد الكتاب ١/ ٢٥٣، ٢٩٣، والمقتضب ٣/ ٥٨، والموجز لابن السّراج/ ٤٤، وشرح السّيرافي ٣/ ١٩، والجمل للزجاجي/ ١٤٨، وابن يعيش ٤/ ١٣٣، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٩٣، والمغني ١/ ٢٠٢، والنّقائض/ ٣٣، والدّيوان/ ٤٥١. والمبرد يرى أن كم استفهامية في البيت، وتوجيه ذلك بأن الاستفهام ليس على معناه الحقيقي، ولكنه على سبيل التّهكم والسّخرية. فكأنه يقول لجرير: أخبرني عن عدد عماتك وخالاتك اللّاتي حلبن علي عشاري؛ فقد ذهب عني عددها. اللُّغة: الفدع: اعوجاج في رسغ اليد من كثرة الحلب، أو في رسغ الرِّجل من كثرة الرّعي. العشار: جمع عشراء وهي النّاقة الحامل في شهرها العاشر. المعنى: على الإِخبار: كثير من عماتك وخالاتك يا جرير، كن من جملة خدمي وقد تعوجت أرساغهن من كثرة حلبهن نياقي على كره مني. وعلى الاستفهام: أخبرني يا جرير، بعدد عماتك وخالاتك اللّاتي كن يخدمنني ويحلبن نياقي حتى تعوجت أرساغهن من كثرة الحلب، فقد نسيت عددهن. الإعراب: قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه اللَّه في شرحه لابن عقيل: (كم) يجوز أن تكون استفها مية، وأن تكون خبرية (عمة) يجوز فيها وفي (خالة) المعطوفة عليها الحركات الثلاث: أما الجر (عمةٍ) فعلى أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ، وخبره جملة حلبت و (عمةٍ): تمييز لها، وتمييز كم الخبرية مجرور كما هو معلوم، و (خالةٍ): معطوف عليها.