وقوله: (لك) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت له، وجملة (قد حلبت): في محل رفع خبره، وتمييز (كم) على هذا الوجه محذوف، وهي -على ما عرفت- يجوز أن تكون خبرية فيقدر تمييزها مجرورًا، ويجوز أن تكون استفهامية فيقدر تمييزها منصوبًا. فدعاء: صفة لخالة، وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها، كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة، وأصل الكلام قبل الحذفين: (كم عمة لك فدعاء، وكم خالة لك فدعاء) فحذف من الأول كلمة فدعاء، وأثبتها في الثاني، وحذف من الثاني كلمة لك وأثبتها في الأول، فحذف من كل مثل الذي أثبته في الآخر، وهذا ضرب من البديع يسميه أهل البلاغة: الاحتباك. الشاهد: قوله: (عمةٌ) على رواية الرفع؛ حيث وقعت مبتدأ -مع كونها نكرة؛ لوقوعها بعد (كم) الخبرية، كذا قال الشارح العلامة، وأنت خبير بعدما ذكرناه لك في الإِعراب أن (عمة) على أي الوجوه موصوفة بمتعلق الجار والمجرور، وهو قوله: (لك)، و (بفدعاء) المحذوف الذي يرشد إِليه وصف خالة به، وعلى هذا: لا يكون المسوغ في هذا البيت وقوع النكرة بعد كم الخبرية، وإِنما هو وصف النكرة، وبحثت عن شاهد فيه الابتداء بالنكرة بعد كم الخبرية، ولَا مسوغ فيه سوى ذلك، فلم أوفق للعثور عليه.