للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمَا كُنْتُ أَدْرِي قَبلَ عَزَّةَ مَا الهوَى ... وَلَا مُوجِعَاتِ القَلْبِ حَتى تَوَلَّتِ (١)

بنصب (موجعات) عطفًا علَى محل (ما الهوى) وهو فِي معنَى: (قلبي لهُ موجعات).

وحيث يثبت التّعليق .. لا يجوز الإِلغاء.

ومن التّعليق بالنّفي أيضًا قوله تعالَى: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ}.

وتقول: (ظننت والله أَن زيد أخوك)، و (ظننت والله لا زيد أخوك)، فَلَا بدَّ من القسم مع (إنْ) و (لَا) النّافيتين.

ويجوز أَن يقدر.


(١) التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص ٩٥، وخزانة الأدب ٩/ ١٤٤، وشرح التصريح ١/ ٢٥٧، وشرح شواهد المغني ص ٨١٣، ٨٢٤، وشرح قطر الندى ص ١٧٨، ومغني اللبيب ص ٤١٩، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٠٨، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٦٤.
اللغة: أدري: أعرف. عزة: اسم حبيبة الشاعر. تولت: ابتعدت.
المعنى: يقول: لم أكن أعرف البكاء والحسرة إلا بعد أن ابتعدت عزة، وتخلت عني.
الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم كان. أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بأدري، وهو مضاف. عزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. الهوى: خبر المبتدأ مرفوع. أو (ما) في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، والهوى: مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة ما الهوى منصوب بالكسرة بدلًا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من أن المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر حتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أدري.
وَجُملَة (ما كنت أدري): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة (ما الهوى): في محل نصب مفعول به لأدري. وجملة (تولت): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي.
الشاهد: قوله: (ولا موجعات) حيث عطف بالنصب على محل مفعول أدري، الذي بمعنى (أعلم)، فهو يقتضي مفعولين، لأن بعض المتأخرين صحح أَن هذا المعطوف علَى المحل لا بد أَن يكونَ فيه معنَى الجملة؛ لأنَّ مطلوب هذه العوامل هو مضمون الجمل.
و (ما الاستفهامية) في قوله: (ما الهوى): علق أدري عن العمل لفظًا لا محلًا، لأن اسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله، لأن رتبته التصدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>