للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

سبق أن الحال لا يتقدم علَى أفعل التّفضيل.

وذكر هنا أنه إِذا فضل شيء على غيره في حالة أخرَى ... جاز التّقديم؛ نحو: (زيد مفردًا أنفع من عمرو معانًا)، يعني: (زيد في حالة كونه مفردًا أنفع من عمرو في حالة كونه معانًا)، أَي: معه من يعينه.

فـ (مفردًا): حال من الضّمير في أنفع، و (معانًا): حال من عمرو، والعامل في الحالين: أفعل التّفضيل.

وكذا: لو فضل الشّيء علَى نفسه في حالة أخرَى؛ كـ (زيد ماشيًا أحسن منه راكبًا)، يعني: (زيد في حالة مشيه أحسن من نفسه في حالة وكوبه).

فـ (ماشيًا): حال من الضّمير في أفعل التّفضيل، و (راكبًا): حال من الهاء، والعامل فيهما: اسم التّفضيل كما سبق؛ لأنه العامل في الضّميرين والعامل في الحال: هو العامل في صاحبها علَى الصّحيح.

وجزم به في "النّهر"، قال: في قوله تعالَى: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}: و (مظلمًا): حال من (اللّيل)، والعامل فيها: مستقر، الّذي هو عامل في (اللّيل)؛ لأن العامل في الحال هو العامل في صاحبها؛ أَي: قطعًا مستقرة من اللَّيل في حالة إظلامه.

وعن سيبويه: ليس لازمًا؛ لورود نحو: (أعجبني وجه زيد متبسمًا)، فالعامل في (زيد): (وجه)، والعامل في (متبسمًا): (أعجبني).

ولَا يشكل كون الحال من المضاف إِليه هنا؛ لأن المضاف جزؤه.

وقال في "التّسهيل" أيضًا: وقد يعمل فيها غير عامل صاحبها، خلافًا لمن منع.

ولورود قوله تعالَى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، ف (أمة): حال من (أمتكم)، والعامل في (أمتكم): (إن)، والعامل في (أمة): ما في اسم الإِشارة ممن معنَى (أشير).

وعن السيرافي: إنَّ (ماشيًا وراكبًا): خبران لكان المحذوفة، يعني في نحو: (زيد ماشيًا أحسن منه راكبًا)، أَي: (إذا كَانَ ماشيًا أحسن منه إِذا كَان راكبًا).


البيت: لن: نافية ناصبة. يهن: بمعنى يضعف: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى نحو، وجملة يهن وفاعله: في محل رفع خبر ثان، أو صفة للخبر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>