للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجعل / لمعهود ذهني, وهو شخص كامل أو منتهي في العلم قد تصوره المخاطب أو توهمه, وأنت تعلم ذلك فتخبر عن ذلك الشخص المتصور بأنه زيد.

ورده الآخرون: بأنا نختار أنه لما صدق عليه مطلقًا ولا محذورًا؛ لأن القضية مهملة فهي في قوة الجزئية, فكان بمعنى: بعض العلماء زيد, وبعض أصدقائي زيد.

سلمنا أنه لمعهود ذهني, لكن لا على الوجه الذي ذهبتم إليه, بل لمعهود ذهني غير مقيد بصفة, مثل: «أكلت الخبز, وشربت الماء».

سلمنا, ولا ينتج مطلوبكم؛ لأنه لم يحصل حصر العالم في زيد, بل الحاصل كون زيد كاملًا أو منتهيًا في العلم فقط, فحاصله أن اللام للمبالغة في علمه, لا لحصر العلم فيه.

وأيضًا: يلزم في «زيد العالم» - بعين ما ذكرتم - أن يكون لمعهود ذهني بمعنى الكامل والمنتهي, وهم لا يقولون به ويفرقون بينهما, مع أن سيبويه نص في «زيد الرجل» على أن اللام للبالغة.

فإن قالوا: لا يلزم الفرق, فإن الإخبار عن الأعم بالأخص غير جائز, بخلاف العكس.

قلنا: إنما يخبر عن الأخص بالأعم إذا كان الأعم نكرة يدل على كون الأخص شائعًا فيه, لا في الحمل, فهو هو, والخاص لا يكون غير العام, وهو هنا معرفة.

فإن قيل: الفرق أن اللام في «العالم» إذا تأخر كان لزيد, بخلاف ما إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>