قال:(الحروف, معنى قوله: الحروف لا يستقل بالمفهومية: أن نحو «من» , و «إلى» مشروط في دلالتها على معناها الإفرادي ذكر متعلقها.
ونحو الابتداء والانتهاء وابتدأ وانتهى, غير مشروط فيهما ذلك.
وأما نحو «ذو» , و «فوق» , و «تحت» وإن لم تذكر إلا بمتعلقها / لأمر فغير مشروط فيه ذلك, لما علم من أو وضع «ذو» بمعنى صاحب ليتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس اقتضى ذلك ذكر المضاف إليه, وأن وضع «فوق» بمعنى مكان ليتوصل به إلى علو خاص, اقتضى ذلك, وكذلك البواقي).
أقول: لما كان الحرف من أقسام المفرد, وكان الأصولي مفتقرًا إلى معرفته لوقوعه في الأدلة الشرعية, ولم يكن في المبادئ اللغوية ما يختص بالفعل وكان ما يختص بالحرف, أراد تحقيق معناه أولًا ثم البحث عن بعض أقسامه. ولما كان قول النحاة: الحرف لا يستقل بالمفهومية مشكل, أراد تقرير المراد أولًا, ثم الإشارة إلى الإشكال ثانيًا, ثم حله ثالثًا.
فقال: إن نحو [«من»] و «إلى» شرط الواضع في إفادتها معناها الإفرادي ذكر متعلقها الذي منه الابتداء أو الذي إليه الانتهاء, والاسم نحو الابتداء والانتهاء والفعل نحو ابتدأ وانتهى غير مشروط فيهما ذلك حالة الإفراد, وأما معاني الأسماء الذي يكون لها حالة التركيب فذلك مشروط