قال: (الاجتهاد: استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي.
والفقيه: تقدم، وقد علم المجتهد، والمجتهد فيه).
أقول: لما فرغ من المبادئ والأدلة السمعية، شرع الآن في الاجتهاد.
وهو لغة: تحمل الجهد، وهو المشقة، يقال: اجتهد في حمل حجر الرحى، ولا يقال: اجتهد في حمل نارنجة.
وفي الاصطلاح: استفراغ الفقيه الوسع، أي بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد عليه.
وقوله: (لتحصيل ظن) إذ لا اجتهاد في القطعيات.
وقوله: (بحكم شرعي) ليخرج العقلي والحسي.
والفقيه: تقدم معناه في صدر الكتاب ضمنا، لأنك قد علمت الفقه، فيكون الموصوف هو الفقيه، وقد علم بذلك ركنا الاجتهاد وهو المجتهد، والمجتهد فيه.
فالمجتهد: من اتصف بصفة الاجتهاد على التفسير المذكور.
والمجتهد فيه: حكم ظني شرعي عليه دليل فلا يرد اجتهاد المتكلم في تحصيل ظن بتوحيده تعالى، إذا كان المجتهد فقيها وهو بين من تعريف الفقه.
قال: (مسألة: اختلفوا في تجزئ الاجتهاد.
المثبت: لو لم يتجزأ لعلم الجميع، وقد سئل مالك في أربعين مسألة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute